حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا – ابن شهاب
حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا … وعلام تلهج باسمها متغزّلا
زرحيها إن كنت تجسر راكباً … زرق الأسنة دونه أو لا فلا
ما الحب إلا أن تسوم الروح في … مرضات من تهواه حتى تقتلا
أو ما علمت بأن حول خيامها … كم فارس في الترب ظل مجندلا
وهاً لما يلقى المحب من الهوى … فيه يرى التعذيب عذباً منهلا
خضعت لسلطان الهوى غلب … الرقاب وما ارتضت عما تحاول معدلا
كم خضت من غمراتها ما لو رأى … معشارها غيري لفرّ وولْوَلاَ
ولكم أصيبت مهجتي بسهامه … فازددت بالصبر الجميل تجمّلا
ولكم دهيت من الحياة بنكبة … أفري بها الهول العريض الأطولا
فكأن دهر السوء آلى برّة … أن لا أسف مدى الحياة السلسلا
تعسا له ولما حباني من … بسيط المال إن لم ألق فائقة الملا
لو أن هذا الدهر يذعن لي كما … لمحمد والفضل أذعنت الملا
هذا ابن محسن الذي حسناته … لا تحوج العافي إلى أن يسألا
وابن العلي أبو المعالي بل هو … البحر الخضمّ وكيف تنقصه الدلا
من ضئضي المجد الأثيل تفرّعاً … وبدارة العيوق حلا أولا
ملكان أحكام السياسة والفراسة … والحماسة عنهما تروي العلا
ولغير ما شرعت جدودهما من … الإقدام ان حمي الوغى لن يفعلا
نعم الكريمان اللذا إن ينطقا … بخطير عزم في البسيطة يفعلا
ألفا متون العاديات كأنها … سرر الخلافة في مواقف الابتلا
ولكم على صهواتها اقتحما بها … لجج المنون فأدركا ما أملا
سقيا جيادهما نجيع جماجم … الأعدا وشربهما المعالي لا الطلا
تالله ما لكليهما غرض سوى … حثو النضار وأن يجهز جحفلا
لسوى سمي العز ما قالا نعم … ولمجتديه كلاهما ما قال لا
قد جاوزا الجوزا عُلاً فبأخصمي … قدميهما وطئا السماك الأعزلا
وبغرة اليمين المبارك خيماً … وتبوءآ لحج المنيعة معقلا
بهما زهت فاقطع يقيناً أنها … الدنيا وأنهما فديتهما الملا
خفت بها رايات ملكهما وفي … كل البسيطة شأو مجدهما علا
من عصبة كالأسد إلا أنها … للأسد تفرس لا مروعة الفلا
فهم العبادلة الأولى اكتسبوا الثنا … قدماً وحسبك بالعبادلة الأولى
وهم الكرام ومن سواهم عالة … إذ عنهم خبر الكرام تسلسلا
يصبو لحمحمة الجياد وليدهم … فتراه يقبل نحوها متهللا
خذ عن طفولهم أحاديث الوغى … والمجد لا خبر الملابس والحلا
إن قست غيرهم بهم فكأنما … بالقسور الزأار قست الفرغلا
يا أيها الملكان إن ثناكما … ما ليس يحصر مجملاً ومفصلا
ولقد بعثت إليكما المنشور من … ساداتنا الراقين أوج الاعتلا
بكما استغاثوا في قضية ما به … قد تم أمر الصلح واندفع البلا
ولأنتما من غير شك خير من … بإغاثة الغرّ الكرام تفضّلاً
وإليكما عذراء ترفل في الحلا … عجباً وحق لمثلها أن يرفلا
بكما زهت وبطيب نشر ثناكما … فكأنما بكما عروساً تجتلا