حبيبي ذاك البدر إذ وافق النصفا – الخُبز أَرزي

حبيبيَ ذاك البدر إذ وافَقَ النِّصفا … فألبستَه ثوباً من الذلِّ فاستخفى

وظنوا به خَسفاً وكان احوراره … تخلِّيه من تنوير وجهك لا كسفا

وظَنَّكَ بدراً قد أتيتَ بعَزله … فذلَّ لكي يدعو له الناسُ أن يُكفى

ولمّا صرفتَ الوجهَ عنه تكبُّراً … رأينا لذاك اللون عن وجهه صرفا

فيا قمراً أزرى على قمر الدجى … برعتَ بحسنٍ ما نطيق له وصفا

ملاحة شكلٍ فوق تقويم حاجبٍ … تَرى بين هذين الملاحةَ والظَّرفا

فلو كانت الدنيا عروساً وحُلِّيَت … لتُجلى عليها كنتَ أنتَ لها شفّا

تدلّ علينا في الملاحة بالهوى … فتعصي ولا تُعصَى وتجفو ولا تُجفى

فبي سَقَمٌ من سُقم عينيك لا يُشفى … على حَرَقٍ من نار خدَّيك لا يُطفى

ومن أين يخفى عنك عشقٌ لعاشقٍ … وعينُك عينٌ تعرف السرَّ والأخفى

فواعجباً من لحظ طرفك إنه … إذا زاد ضعفاً زاد قوتنا ضعفا

وأعجب من هذين ردفك كلّما … ترجرج زاد الخصر من فوقه لطفا

فيا شكل ذا خصراً ويا ثقل ذا ردفاً … ويا حسن ذا خدّاً ويا نَبل ذا طرفا

ويا طيبَ أنفاسٍ على حسن مَضحكٍ … فذا المسك بل أذكى وذا الدرُّ بل أصفى

ويا خمر ريقٍ فوقه ورد وجنةٍ … فمَن لي بذا رشفاً ومن لي بذا قطفا

بدأتَ بإحسان فجُد بتمامه … وإن الفتى من لا يكدِّرُ ما صَفّى

فهذا الهوى عيش المحبِّ إذا صَفا … ولكن إذا لم يصفُ كان له حتفا