جُدْلِي ببر كارِكَ الذي صَنَعَتْ – كشاجم

جُدْلِي ببر كارِكَ الذي صَنَعَتْ … فيهِ يَداً القينِ الأَعَاجيبا

مُلْتَئِمُ الشفرتينِ معتدلٌ … ما شِينَ من جَانبٍ ولا عِيبا

شخصانِ في شكلِ واحدٍ قدِرَا … ورُكّبا بالعقولِ تَركِيبا

أشبهَ شيئينِ في ائتلافِهما … بصاحبٍ لا يَملُّ مصحُوباً

اوثِقَ مِسْمَارٌ وغُيَّبَ عَنْ … نوَاظِرِالنّاقِدينَ تَغْيِيبا

فعَينُ من يَجتَلِيه تحسَبهُ … في قالبِ الاعتدالِ مصبُوبا

وضمَّ شطريهِ مُحكماً لهما … ضمَّ مُحبٍّ إليهِ مَحْبُوبا

يزدادُ حِرصاً عليهِ مُضمرُهُ … ما زادهُ بالبنانِ تَقلِيبا

قَولَتُهُ كلَّما تأمَّلهُ … طوبى لِمَن كانَ ذَا له طوبَى

ذُو مقلة ٍ بصيرة ٍ مُذَهّبة ٍ … لم تألُهُ خبرة ً وتهذِيبا

ينظرُ منها إلى الصوابِ بِهِ … فَمَا يزالُ الصّوابُ مَطْلوبا

لَولاه مَا صَحَّ شَكْلُ دائِرة ٍ … وَلاَ وَجَدْنَا الحِسَابَ مَحْسُوبا

الحقُّ فيهِ فإنْ عَدَلْتَ إلى … سواه كَانَ الحسابُ تَقْرِيبا

لو عَيْنُ إقليدسَ بهِ بَصُرَتْ … خرَّ لهُ بالسجودِ مَكْبُوبا

فابعَثْهُ واجنبْهُ لِي بِمسطرة ٍ … تَلْفَ الثَنَا بالعلاءِ مَكْسُوبا

لا زلتَ تُجدِي وتَجْتَدِي حِكَماً … مُسْتَوهِباً للصّديقِ مَوْهُوبا