جَيبُ الزمانِ على الآفاتِ مزرورُ – أبوالعلاء المعري
جَيبُ الزمانِ على الآفاتِ مزرورُ … ما فيهِ إلاّ شقيُّ الجَدّ مضرورُ
أرى شَواهِدَ جَبرٍ، لا أُحَقّقُهُ، … كأنّ كلاًّ، إلى ما ساءَ، مجرور
هوّنْ عليكَ، فما الدّنيا بدائمةٍ، … وإنّما أنتَ مثلُ النّاسِ مغرور
ولو تصوّرَ أهلُ الدّهرِ صورتَهُ، … لم يُمْسِ منهم لبيبٌ، وهو مَسرور
لقد حَجَجتَ، فأعطَتك السُّرى عَنتاً، … فهلْ عَلِمتَ بأنّ الحجّ مَبرور؟
والخَيرُ والشرّ مَمزُوجانِ، ما افترَقا، … فكلُّ شُهْدٍ عليه الصّابُ مَذرور
وعالَمٌ فيهِ أضدادٌ، مُقابلَةً، … غِنًى وفقرٌ، ومكروبٌ ومقرور