جَرَى الأضحى رَسِيل المِهرجانِ – ابن الرومي

جَرَى الأضحى رَسِيل المِهرجانِ … كأنهما مَعاً فرسا رِهانِ

فجاءا ليس بينهما انتظارٌ … جوادَا حلبة ٍ متتابعان

ولم يتتابعِ العيدانِ إلاَّ … تنافُسَ رؤية ِ الملكِ الهِجان

عُبَيْدِ الله قَرْمِ بني زُرَيْقٍ … وما أدراك ما يتنافسان

سلوا الكُبراءَ عن عيدَيْن شتَّى … متى كانا كذا يتجاوران

أعيدُ النُسكِ جاور عيدَ لَهْوٍ … لأمرٍ أُلِّفَ المتنافرانِ

بِبِر أميرِنا في كل عيدٍ … تواصَلَ منهما المتقاطعان

فلا عِدماه حتى يَسْتَدير … فيقترنا كهذا الاقتران

غدا معروفُهُ نسباً قريباً … يُؤَلِّفُ بينَ أشتاتِ الزَّمان

فقولا للأميرِ وقتهُ نَفْسِي … صروفَ الحادثاتِ وإن جفاني

تفيَّأْنا السعادة َ إذْ نظرْنا … إلى الأضحى أمام المهرجان

تقدَّمَ في المُقَدَّمِ منك نُسْكٌ … وبرٌّ بالأباعِدِ والأداني

وأعقبَ في أخيرِهما نعيمٌ … ولَهوٌ منك بالنِّعم الحسان

فدلاَّنا على عملٍ ذكي … بعقباهُ نعيمك في الجنان

وذاك إذا قطعتَ مدى اللَّيالِي … ونلتَ وحُزتَ غاياتِ الأماني

حليفَ سلامة ٍ وصحاح جِسْم … وشرخٍ من شبابٍ غيرِ فاني

تُبَشِّرُني الظنون بصوْب غيثٍ … مُغيثٍ منك في هذا الأوان

وقد حان الوليُّ فلا تَجُزْني … كوسْمِيٍّ عداني ما عداني

أتحرمُني وقد أُعطيتَ كُلاَّ … عطا مُفْضِلٍ خَضِلِ البنان

عطايا لا يجمجمها كفور … ولا للشاكرين بها يدان

عطايا بين بِشْرٍ واعتذارٍ … وليست بين عبس وامتنان