ثورة الأهلة – بدر شاكر السياب
أما زلت تصبو إلى قربها … رويدا فما أنت من صحبها
تخطيت سبعا من المثقلات … بما لست تدري إلى حبها
تركت الأهلة عن جانبيك … حيارى تشكى إلى ربها
أكانت سدى كل تلك السنين … و قد هدنا السير في دربها
أيطوي مداها إلى حبه … فتى ما رأيناه في ركبها
تخطيت سبعا فكم من ضحى … و كم من مساء و ليل بها
و كم نبضة من فؤاد التي … تشوقت للعطف من قلبها
أما زلت مستسلما للأنين … رويدا فعهدي بها لا تلين
و هل تسمع الشهر إن قلته … و في مسمعيها ضجيج السنين
أطلت على السبع من قبل عش … رين عاما و ما كنت إلا جنين
و أمسى و لم تدر أنت الغرام … هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبأوها بهذا الهوى … فقالت و ما أكثر العاشقين
أما زلت في غفلة يا حزين … أحبت سواك ففيم الحنين
حرام عليها هنيء الرقاد … أتغفو و ما أنت في النائمين