تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً – ابن الرومي
تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً … وأنت على القَيْدوم من ذِروة البكْرِ
ألا ليت شعري لمْ مطلتَ مثوبتي … ولم تُؤتَ من بخلٍ ولم تؤت من عسر
إخالك إذ جوَّدتُ فيكَ مدائحي … منعت ثوابي حاسداً لي على شعري
أتحسُدني تجويد رَيْطٍ نسجْتُهُ … لتلبسه يا للعجيب من الأمرِ
تذكرْ هداك الله أني مادح … وأنك ممدوح فلا تعدُ بي قدري
ينافس في الشعر النظيرُ نظيره … وجلّ ملوك الناس عن ذلك النّجر
وما يتجارَى الشاعران لغاية ٍ … وراء اعتفاءِ الفضلِ من سيدٍ غَمر
وأنت الذي تعفو العُفاة فُضوله … ويُجري إلى معروفه الشعرَ من يجري
فما لك يا هذا نفستَ خَسيستي … وأنت مع الشمس المنيرة والبدر
عليك بإغناء الفقير وجَبْره … وفكِّ الأسير المستكين من الأسر
عليك بفتق الحادثاتِ ورَتقها … وتضريمِ نارِ الحرب بالبيضِ والسُّمر
عليك بأفعال الملوك وخلِّني … وتقريظِ ما تأتي من العُرف والنكر
فحسبُ المساعي كلها بك ساعياً … وحسبك وصفي ما تَريش وما تبري
أقول وتعطي نائلاً بعد نائلٍ … فتغرِف من بحرٍ وأقلع من صخر
إذا الشاعر الرومي أطرى أميره … فناهيك من مطرى ً وناهيك من مطري
وما لمديحي فيثناك زيادة ٌ … سوى أني نظّام لؤلؤكِ النّثر