تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ – بشار بن برد
تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ … وليسَ أُبوكَ الوَغْلُ بالسِّيدِ السَّنَد
مقامك مغمور وأنت مدفَّعٌ … وبَيتُكَ بَيتُ الْعَنْكَبُوتِ على الْعَمَد
نزلت بجيلٍ من ربيعة واسطٍ … وقد كنت ملقى ً بالعراء لمن ورد
فلمّا رأيت البحر دونك زاخراً … وَفَارَقْتَ أقْرَاطَ المُلَيْحَة ِ وَالثَّمَد
فَجَرْتَ وَلَمْ تَشْكُرْ لِمَوْلاَكَ نِعْمَة ً … وجَلَّلَك النُّعْمَى وَأنْتَ مَعَ النَّقَد
أَراكَ تُجَارِي الغُرَّ مِنْ آلِ عَامِرٍ … وأنت بهيم الَّلون حسبكَ من فند
دَعِ الفَخْر لِلأَحْرَارِ إِنَّكَ تَارِك … لأَفْعَالِهِمْ كلُّ امرىء رَهْنُ مَا مَهَدْ
أبُوكَ الذي يُعْطَى على ثَمَنِ اسْتِهِ … فَمَا نَفَعَ الخِنْزِيرَ مَا قَالَ كَاذِباً
فإن قلت إني ماجدٌ وابن ماجد … فقد قال خنزير السواد أنا الأسد
فإن نفع الخنزير ما قال كاذباً … ولا سرَّني ضغن الضَّغائن والحسد
وَبَيْتٍ كدخَّان السَّمَاءِ بنَيْتُهُ … على طامح العينين في رأسه ميد
وأنْسَيْتُهُ لَوْن السَّمَاءِ وَلَمْ يكُنْ … يرى غيرها من شدّة ِ الكبر والأود
وَأصْبَح يَنْفِي عَيْبَهُ تَحْتَ رِجْلِهِ … وتَحْتَ اسْتِهِ الملْحَاءِ إِنْ قَامَ أو قَعَد
وكنت إذا ضاقت عليَّ محَّلة ٌ … تَيَمَّمْتُ أخْرَى ولم يَضِقْ عَنِّيَ الْبَلَد
ومولى ً تولى عامداً فتركته … ومَا غَالَه إِنَّ الْعِقَابَ لِمَنْ عَنَدْ
وَمُعْتَرِضٍ سَكَّنْتُهُ بغَرِيبَة ٍ … لها مَذْهَبٌ في كُلِّ حَيٍّ وَمُنْتَقَدْ
إذا أخرجت مني لقومٍ حدا بها … من القوم حَادٍ خَلْفَهَا أيِّدٌ غَرِد
يصلي لها أذن الهمام ومن أتت … على سمعه من سوقة ٍ خرَّ أو سجد
وإنِّي لحمّال العدو على التي … إذا لَقِيَتْ أوْلاَد وَجْعَائهِ اقتصد
أشأو بني كعبٍ طلبت بمجهر … قَرِيب المَدَى يَا سَوْأة ً لكَ لاَ تَعُد
فَلا تَلُمِ النَّهْرِيَّ إنْ قَلَّ جَرْيُهُ … لَعَمْرُ أبِيكَ الوَالقِيُّ لَقَدْ جَهَد
ولكنَّمَا جَارَى الرِّيَاحَ بِعَبْدَة ٍ … فَمَرَّتْ فَلَمْ تحصر بحَدٍّ ولاجَلد