تملكتموا عقلي – فيصل علوي

تَملَّكتموا عقلي وطرفِي ومسمَعي . . . وَرُوحِي وأحشائِي وَكلي بأجمَعي

وتيّهتُمونِي فِي بديع جَمالِكُم . . . وَلَم أدر فِي مَجرَ الهَوَى أَينَ مَوضعي

وأوصَيتُمونِي لا أبوح بسرِّكُم . . . فباحَ بِما أُخفِي تفيضُ أدمعي

ولَمَّا فَنَى صبري وقلَّ تَجلُّدي . . . وفارَقَنِي نَومِي وحُرِّمَت مضجعي

أتَيت لِقاضي الحُبِّ قُلتُ أحبِّتِي . . . جَفَونِي وقَالُوا أنت فِي الحُبِّ مدَّعي

وعندي شهودٌ للصَبابةِ والأسا . . . يزكُّونَ دعوايَ إذا جئتُ أدَّعي

سُهادي وَوَجدي واكتئابِي ولوعتِي . . . وشوقي وسقمي واصفراري وأدمعي

ومن عجبٍ أَنِّي أَحنُّ إِلَيهِم . . . واسألُ شوقاً عنهم وهمُ معي

وتبكيهُم عينِي وهم فِي سوادِها . . . ويشكو النَّوى نبِي وهم بين أضلُعي

فَإِن طَلبونِي فِي حُقوقِ هَواهُم . . . فإنِّي فَقِيرٌ لا عليَّ ولا معي

وَإِن سجنونِي فِي سجونِ جفاهُم . . . دخَلتُ عليهم بالشفيعِ المُشَفَّع