تمضي النفوس كبيرها وصغيرها – إبراهيم اليازجي
تمضي النفوس كبيرها وصغيرها … طراً فتلك إلى الفناء مصيرها
كل بذي الدنيا رهينة ساعة … فإذا أتت لا يرتجي تأخيرها
تتفاوت الأعمار لكن يستوي … عند الممات طويلها وقصيرها
هيهات ما الدنيا بدار يرتجي … فيها البقاء ولا يتم سرورها
والموت غاية كل نفس فاستوت … عند اللبيب قصورها وقبورها
ابن الحصون العاصمات لأهلها … أقوى خورنقها ودك سديرها
ومضت لبانات الملوك وعفرت … تحت التراب رؤوسها وصدورها
عدم تمثل في الوجود كأنه … صور على المرآة لاح مرورها
في ذمة الله الكريم كريمة … قد كان في ثوب العفاف مسيرها
لم تدر ما دنس المعاصي في الورى … يوماً ووعدك أن يفوز نظيرها
سارت بلا نكد وأبقت بعدها … حرفاً تأجج في القلوب سعيرها
تركت لوالدها الكريم حشاشة … حرى يجفف مدمعيه زفيرها
تلك الصغيرة غير أن مصابها … جلل إذا اعتبر الأمور خبيرها
والحزن يتبع حب من فارقت لا … أيام مفقود يعد كرورها
صلى الاله على ضريح ضمنه … قد غاب من تلك الأشعة نورها
أرض لقد دفن الجمال بطيها … ولذاك تنبت بالجمال زهورها
سارت بمحملها الرجال وسار في … أيدي ملائكة السماء سريرها
وثوت بأكناف التراب ونفسها … فتحت لها ضمن السماء خدورها
لا زال يوردها الاله نعيمة … أبداً وغادية السحاب تزورها