تمادى الصِّبا بي في غيِّه – ابن الرومي

تمادى الصِّبا بي في غيِّه … وأسلمني للْهوى لُوّمي

وراجعتُ لهْوِي ولذَّاته … ونزَّهتُ نفسي عن المَحْرَم

وقال العواتقُ أهلاً بمَنْ … تناهَى إلى الخُلق الأكرم

فكم ليَ فيهنَّ من قاضياتٍ … نذوراً لذاكَ ولمْ أعلم

وقائلة ٍ بين أترابها … أما يتقي الله ذا في دمي

ألا ليتَهُ زارَ مُسْتخْفِياً … إذا رقدتْ أعينُ النُّوَّم

فأنقعَ مِنْ قُربهِ غُلَّة ً … بقلبيَ من حُبِّهِ الأقدم

أتتْنِي الرسالة ُ عنها بذاك … على منطقٍ ليس بالأعجمي

فأنْبأْتُها أنَّني حافظ … لأشياخِها ذمَّة َ المُسلم

وأوْدعْتُها حسرة ً بالعفافِ … ووفرتُ دِيني فلم أثلمِ

ألا فاسقِني من بناتِ الكُروم … وروِّ بكاساتِها أعْظُمي

على لحن صوتٍ تخيَّرتُهُ … وإلا فلا تُدْنِها مِنْ فَمِي

غشيتُ المنازلَ بالأنْعُم … كَمُنْعرِجِ الوشي في المِعْصم