تظن ترى ناساً وما هم كما ترى – محيي الدين بن عربي

تظن ترى ناساً وما هم كما ترى … وما لهمُ غيرَ اليرابيعِ منْ مثلِ

قلوبهمُ كالنافقاءِ لحكمة ٍ … وإنْ فارقوا اليربوعَ فالخلقِ والشكلِ

لأن لهم وجهين في أصل خلقهم … فوجهٌ إلى فصلٍ ووجهٌ إلى وصل

وهذا مديحٌ منبيءٌ بحقيقة ٍ … وما هو هجوٌ جَلَّ عن هجوهم مثلي

وما أنا عمّا قدْ ذكرتُ بغائبٍ … ولكنَّ ذا الأفضال يمتاز بالفضل

وما قلت إلا ما تحققت كونه … فإنَّ مثال الشخصِ يظهر بالظل

وقد علم الأقوام أني بصورة ٍ … حبيتُ بها جودَ اختصاصٍ على الكلِّ

فيا نفسُ جودي بالسماحِ على فتى ً … قدْ أنزلكمْ بالفقرِ منزلة َ الأصلِ

فإنْ لم يكنْ أهلاً فإنكَ أهلهُ … وما هو بالإتيانِ إلا من الأهل

وما ثَم ذات تستحق لعينها … وجودَ مديحٍ أو هجاءً بلا فعلِ