تزعلين وتقعدين – حامد زيد

عـافت الـشمس المدينة وأعلنت وقت الزوال … رغـبةٍ لـلنوم مـنها مـع عـيون الـناعسين

أبـعدت مـن يـوم شـافت بالسما ضيّ الهلال … كـنّـها كـانـت تـهزّا بـالهلال وتـستهين

كـفكفت صـبح التلاقي من ورا روس الجبال … واسـتخارتني وراحـت وابعدت عن كل عين

وانـتي أخـطيتي خـطاها وانعزلتي بالوصال … ولا رحـلتي مـن سـكات ولا وعدتيني تجين

عـشت عـمري بـالمحبة في سبيل الاحتمال … وانـتي تـعيشين عمرك ( تفرحين وتجرحين )

مـن غـرورك فـي جمالك ما عطيتيني مجال … وأدري إنـك تـفهميني لـو بـغيتي تـفهمين

كيف أشوف الشمس تشرق بالسما وانت ظلال ؟ … ومـن يـعيش بـوسط غارٍ للذياب الجايعين ؟

كنت أحسب الكره زايل والجفا لو ( طال زال ) … ولا بـديتي بـالغرام ولا بـقى فـيني حـنين

أشـهد إنـي مـا خـطيت ولا نويت الانعزال … ومـا خـدعتك فـي غرامي لين شفتك تخدعين

اصـدقي بـالوعد مـرة لـي ولـو فيها سؤال … مـن عـرفتك مـا أذكر إنك توعدين وتصدقين

كـنت أشوفك من عيونك تأمرين أقوى الرجال … والله إنـي قـبل أعـرفك مـا هقيتك تخضعين

كـنت أشـوفك تـبعدين وقلت من باب الدلال … وإن بـعدتي عـن عـيوني قلت باكر ترجعين

كـنتي أكـثر فـي عيوني من عدد وبل الخيال … ويـن أنـا ما الد وجهي كنت أشوفك تضحكين

وإن بـغيت أصد عنك من ( يمين ومن شمال ) … مـا قـوت عـيني تلفّت ( لا شمال ولا يمين )

عـاشقٍ والـعشق بـلوى وأشهد إن الحال حال … ولا تـركتي رحـمة الله ولا عـرفتي ترحمين

وأدري إنـك فـي غـرامي للأسف نلتي منال … افـترقنا فـي دقـايق والـسبب لـعنة لـعين

حـبك أشبه في غرامي ( بالوصال الانفصال ) … ويـلعب الـخفاق لـعبة كـبرياء الـخاضعين

بـالهوى مـاهي غـريبة نـكبة عيال الحلال … ولانـي أول من يصون ولا انتي آخر من يهين

الـصداقة فـي عـيون الـناس مـنفى للعدال … وكــان ردّت لـلـصراحة كـلبونا مـذنبين

الـمـحبة شـبه زالـت والـصداقة لاتـزال … بـس أبـبقى في عيونك ( حامد ) اللي تعرفين

عـلّميها يـا قـصيدة واضـربي فـيني مثال … عـرفـيها بـالـبداوة فـي طـباع الأولـين

عـلّميها كـيف نـصنع صـبرنا والاحـتمال … عـلّميها كـيف نـفلح بـالعمل ( دنيا ودين )

عـلّـميها فــي سـوالف حـلّنا والارتـحال … عـلّـميها كـيف نـظهر جـورنا لـلجايرين

عـلّـميها يــا دقـايق ، عـلّميها يـا لـيال … عـلّميها يـا عـصور وعـلّميها يـا سـنين

إن عـشقنا مـا بـغينا غـير عـشقٍ بالحلال … وإن نـويـنا مـا لـفينا كـود نـاس طـيبين

كـامـلينٍ فــي عـطانا بـس لـله الـكمال … والـرجل فـينا غـرامه لـو يـعين ويستعين

ابــدويٍ مـا يـقوده لـلردّى شـد الـحبال … يـعسف الـيدّ الـشحيحة لـلعطا حـتى تلين

هـمنا فـعل الـرجولة رمـزنا لـبس العقال … وانـتي الـمكياج كـله صار في وجهك سجين

عـندك الـمكياج مـوضة تـحسبين إنه جمال … صـار هـمك فـي حـياتك تكشخين وتطلعين

والا أنـا قـلبي بـقى لـي بالمحبة راس مال … والله الـلـي مـبـتليني بـالهوى والله يـعين

إن بـغيت أعـشق أبـالقى كثر حبّات الرمال … لـكن انـتي لـو بـغيتي صعب مثلي تعشقين

قـلت لـك كل الصراحة وأختم أطراف الجدال … وإن زعـلتي مـن كلامي ( تزعلين وتقعدين )