تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم – ابن الرومي

تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم … فلم أرهُ مالاً ولم أره أهْلا

بلى خطراتٌ مِن طويلة كلّما … خطرْنَ وجدْتُ الوعْر من بعدِكُم سهلا

إذا مُثّلتْ لي لحية الليفِ خطرة … سلوتكمُ كرهاً وأن كنتُ لاأسلا

وماخِلْتُ نفسي تقتضيني لقائكم … فأمنحها لولا شناءتُه المطلا

أرى قربكم عِدلَ الحياة وروحَها … ويعدل عندي قُربه الموت والقتلا

وكيف تلذ العينُ وجهَ حبيبها … وفيها قذاة لاتزال لها كُحلا

خذوا بإباقي لحية َ الليفِ أو خُذُوا … بتشريده عني معزمكم فضلا

لئنْ كان للصبيان أُمٌّ دميمة ٌ … تُخَنّقُهم صَرعاً وتُوسِعهم خبلا

فإن أخانا لحية الليفِ بعلُها … ألا قبح اللَّه الحليلة والبعلا