تحية للأستاذ إبراهيم دسوقي أباظه – إبراهيم ناجي
متى نلتَها كانت لأنفسنا منَى … تلفتْ تجد مصراً بأجمعها هنا
وما بعجيب موطن البدر في العلى … وما بجديد أن يرى الأفق مسكنا
ولكنَّ قلب الحر تعروه نشوةٌ … فيثني على الآلاء وضاحة السنا
إذا أخذ البدرُ المنير مكانه … ومُلِّكَ آفاقَ السما وتمكنا
فذلك تكريم الربيع لروضِهِ … جلاها الأباظيون وارفة الجنى
أجلْ روضة صارت لكل عظيمة … وللفضل والآداب والعلم موطنا
وميدان سباقين للمجدِ والعلى … إذا اشتجرت أخرى الميادين بالقنا
من الأدب العالي ذا راح سيد … غدا آخر نحو اللواءِ فما ونى
عصيُّ القوافي سار نحوك مسرعاً … ولبَّاك من أقصى الفؤاد وأذعنا
وأنت الذي فك القيودَ جميعَها … عن الشعر تأبي أن يهان فيسجنا
إذا المعدن الصافي دعا الشعرَ مرةً … بذلنا له من أجود الشعرِ معدنا
دسوقي إذا أقللتُ فاقبل تحيتي … فما أنا شاديهم ولا خيرهم أنا
ولكنني صوت المحبين كلهم … ومن روضك الغالي وبستانهم جَنَى
فراش على مصباح مجدِكَ حائم … وأي فراش من جلالك ما دنا
وإني صدى الهمس الذي في قلوبهم … فدعني أقم عما يكنون معلنا