بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ – بشار بن برد
بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ … لِ خرائدُ منهنَّ نحبُهْ
فَجَفَتْ يَدَاهُ عَنِ النُّسو … عِ وَشَدَّ بالأَنْسَاعِ صَحْبُهْ
وَثَنَاهُمَا عَنْ رَحْلِهِ … دمعٌ يبلُّ الجيبَ سكبهْ
وَنَحِيبُ مَطْرُوفِ الْفُؤا … دِ ثوى معَ الأحبابِ لبُّهْ
فَالدَّمْعُ مُنْحَدِرُ النِّظا … مِ إذا ترقرقَ فاضَ غربهْ
وَعَقَاربُ الْحبِّ الذي … يخفي من الوسواسِ قلبهْ
فَإِذَا أَرَادَ النَّوْمَ أرَّ … قَهُ وَسَاوِسُ تَسْتَهِبُّهْ
من ذكر مَن تَبَلَ الفؤا … دَ فَحَسبه مِن ذَاك حَسْبهْ
سقَط النِّقَابُ فَرَاقَنِي … إِذْ رَاح قُرْطاه وقُلْبُهْ
وَمُؤشَّرٌ ألْمَى اللثَا … تِ شَهِيُّ طعْم الرِّيقِ عَذْبُهْ
أحبب إليَّ بهِ وإنْ … كَان الوِصالُ لِمَنْ يرُبُّهْ
من نازحٍ حسنِ الدّلا … لِ أبى لك التغميضَ حبُّهْ
شَحَطَ الْمَزَارُ بِهِ وَلوْ … يدنو إليك شفاك قربهْ
انْكرْتَ عَيْشكَ بَعْدَهُ … وَالدَّهرُ ضَاقَ عَليْك رَحْبُهْ
وكَذاك دهرُك للمُحبِّ … يَرُوحُ إِذْ لمْ يَغْدُ شَغْبُهْ
أحببتَه ونأى به … ودٌّ لآخر لا يحبُّه
ومن الْعجائب أنَّهُ … في غير شعبكَ كان شعبهْ
وَغَوِيِّ قوم هَرّني … دونَ الذي أحببتُ كلبهْ
فصفحتُ عنهُ لعلَّهُ … فيما أريدُ يذلُّ صعبهْ
وَأخُو النِّساء مُوَارِبٌ … يوماً إذا لم يصفُ شربهْ
فَدَعِ الْغَوِيَّ وَذَنْبَهُ … فَعَليْهِ ليْس عَليْك ذَنْبُهْ
وسلِ التي أحببتها … إِنْ كانَ ذَاك عَرَاك حَرْبُهْ
ما تأمرينَ بعاشقٍ … عيَّ الطَّبيب به وطبُّهْ
قدْ ماتَ أوْ هوَ ميِّتٌ … إِنْ لمْ يُعَاف اللَّه رَبُّهْ
غصبتْ “عبيدة ُ ” قلبهُ … أيحلُّ في الإسلام غصبهْ
صبٌّ إليها لو تني … منها الرِّسالة ُ أو تغبُّهْ
لغدت عليهِ منيَّة ٌ … وَلمَات أوْ لازدَادَ كَربُه