بَكَرتْ عليَّ عَواذلي تَلْحَيْنَني – ابن عبد ربه

بَكَرتْ عليَّ عَواذلي تَلْحَيْنَني … وعلى الذي لم يعدُ بي أعدينني

إِيهاً عليكَ فقد كبرتَ عن الصِّبا … ونَهى المشيبُ عنِ الذي تَنْهَيْنَني

أَنَّى وكيفَ وقد رأينَ تغيُّري … عن عهدهِنَّ إذا العيونُ رأيْنني ؟

وعلى مُفارَقَة ِ الشَّبابِ شَمتْنَ بي … وعلى مُعاداة ِ الصِّبا عادَيْنَني

أدْنَيْنني حتى إذا التهَبَ الجَوى … أقْصَيْنَني أضعافَ ما أذْنَينَني

وفَتَنَّني بِلواحظٍ تَشكو الضَّنى … دائي بِهنَّ وربَّما داوَيْنَني

يُذكينَ في قلبي وبينَ جوانحي … حُرَقاً بنارِ جَحيمها أَصليْنني

يا بْنَ الخَلائفِ إنَّ أيامَ الغِنَى … أبَّامُكَ الغُرُّ التي أغْنَيْنني

بِنوالِها وسجالِها وثِمالِها … أسْقَيْنَني حتى لقد أرْوَيْنني