بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي – مصطفى صادق الرافعي

بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي … يا أختَ باناتِ الربى فاعطفي

أسألكِ الإنصافَ إن لم يكن … يحرمُ في شرعكِ أن تُنصفي

وكل ما تقضينَ أرضى بهِ … وإنما يحسنُ أن ترأفي

هل أن جانٍ يا عيونَ الظبا … وأينَ سيفي عندَ ذي الأسيفِ

أحلفُ باللهِ على أنني … لولا اتقاءُ الريبِ لم أحلفِ

لأضعفتني عينُ تلكَ التي … إن نظرتْ في حجرٍ يضعفِ

وأضلعي تشهدُ أني بري … أما تراها إ ن رنتْ تقصفِ

فما لها هل عرفوا ما لها … تفتكُ بالناسِ ولا تكتفي

أهكذا كلّ لحاظِ الدُّمى … وكلُّ قدٍّ للدمى أهيفُ

يا أختها قولي لها ذا الفتى … يئنُّ من وجدٍ بنا مدنفُ

عِدِيهَ وعداً إنهُ هالكٌ … وسوّفي من بعدُ أو أخلفي

قالتْ لها يا أختَ هذا الفتى … أبر من يصفو لمن يصطفي

إن تمنعيهِ الوصلَ أو تمنحي … فليسَ يسلونا ولا يشتفي

وإني أخشى على عرضِنا … قافيةً كالصارمِ المرهفِ

قالتْ لها هذا الذي ضرّهُ … إني احبُّ العاشقَ المختفي

العشق في القلبِ فما بالهُ … يذيعهُ في هذهِ الأحرفِ

سيانَ عندي أن يقولوا شقي … من بعدِ هذا أو يقولوا شفي

وما على مثليَ من مثلهِ … لو أنّهُ كانَ أخا يوسفِ

قولي لهُ لم تَرضَ ثم انظري … ما يصنعُ المسكينُ ثمّ اصدفي

قالتْ لها يا أختُ لا تفعلي … إني لأخشى بعدُ أن تأسفي

هبيهِ ما قلتِ فكم غادةٍ … مما شداهُ فيكِ لم توصفِ

وكم يداسُ الزهرُ لكنما … لعزهِ زهرُكِ لم يُقطفِ

يحسدنا الناسُ على شعرهِ … وليسَ إلا في هواهُ وفي

ولا يكونُ الطيرُ في أيكهِ … إن طلعَ الصبحُ ولم يهتفِ

فاستضحكتْ هندُ وقالتْ لها … إذنْ يوافينا إلى الموقفِ

والسعدُ كلُّ السعدِ فيما أرى … عودُ غريبِ الدارِ للمأْلفِ

والحسنُ زيتٌ لشبابِ الفتى … إن جفَّ منهُ لحظةً ينطفي