بهزّك غصن القدّ ماذا تريدنا – ابن شهاب

بهزّك غصن القدّ ماذا تريدنا … وماذا بلغز العين في السر تعنينا

وهل في خواتيم اليواقيت طلسم … بسلب نهى العشاق يغري الخواتينا

وهل أنت زحزحت الخمار أم الصبا … أطارته حتى سبح الله تالينا

أتسبينني من نظرة وابتسامة … وتصيبني من بعد خمس وخمسينا

بلى إن بذر الحب في القلب كامن … وإن طُمِسَتْ آثار ثورته فينا

سينبته مرآك غضاً وناضراً … وينعشه ما تصنعين وتبدينا

فرب تصاب في الهوى يفضل الصبا … فكم في الصبا من جهلة تثلم الدينا

هلمّي بنا نلهُ ونلعب ونجتني … ثمار الأماني والقيان تغنينا

فلا سعد بل لا مجد إلا بليلة … نزورك في ظلمائها أو تزورينا

ندير أحاديث الهوى وشؤونه … ونسقيك من راح السرور وتسقينا

ومرحى إذا داعي الهوى ضم شملنا … ودارت على الأعطاف منَّا أيادينا

وإن قُضِيَتْ ما بين ذاك لبانة … فتلك فتلك شكاة لا تذيم المحبيّنا

فلا ترهبي أن يفصل الدهر بيننا … فمهما تدانينا استحال تنائينا

فقالت نعم شخصان والروح واحد … وزوجان في الآفاق طارت معالينا

فإن جمالي ليس في الكون مثله … ففتش جنان الخلد أو حورها العينا

وأنت قريع العلم والأدب الذي … به تسحر الألباب حسناً وتبيينا

كلانا فريد سيّد في مقامه … فَمَنْ سيد القوم الكرام الوفييِّنا

فقلت هو الشهم ابن عبد العزيز من … به تضرب الأمثال عزّاً وتمكينا

فرادى خلال المجد تقنى وتوأما … ومن عابد الرحمن بالألف تأتينا

سمات وأخلاق حسان وهمّة … تعالت وآثار ملأن الدواوينا

وجود لو الطائي في عصره لما … وجدنا على الطائي بالجود مثنينا

يُسَرُّ إذا أعطى ويزداد بهجة … ولا كسرور الآخذين المعيلينا

يروح ويغدو ليس إلا إلى العلا … ويسعى لدرك السبق سعي المجدّينا

لينصر مظلوماً ويزجر ظالماً … ويفرح محزوناً ويسعف مسكينا

وقد زاده حسن التواضع رفعة … وما الكبر إلا الداء يعرو المجانينا

إلى المجد ميّال وقور فلا ترى … سفاهين في أكنافه أو سفالينا

ومغلي مهور المكرمات وكفؤها … وهن لغير الكفؤ طبعاً يجافينا

ويغضي عن العوراء من حلسائه … وينشر للحسنى ثناء وتحسينا

من المجد بين الناس سهم موزع … وحاز ولم يقنعه تسعاً وتسعينا

تفرع ممن لا يُدانى فخارهم … ومن يشبه العرب الكرام الميامينا

إلى دوحة قد أحسن الله نبتها … وزان بها أغصانها والأفانينا

فزادت بها الدنيا بهاء ورونقاً … كأن لها من خالص التبر تكوينا

لكم آل إبراهيم بيت أصولكم … له في ذرى كيوان بالسيف بانونا

ولا زلتمو من ماجد بعد ماجد … لما شاده الأجداد بالجد معلينا

هو البيت متبوع الجماهير يرهب … السلاطين أن تطغى ويخزي الشياطينا

فهلاّ وأنى حرّة أنجبت بمن … يضارع إبراهيم في الآدمييّنا

ومن كعلي في العلا ومحمد … أتى في المعديين واليعربيينا

وعبد العزيز السيد الماجد الذي … أقام على درك المعالي البراهينا

وليث القراع القاسم ابن محمد … خضم الندى الفياض والطور من سينا

وكم من ذويهم سادة قادة غدوا … لبيتهم أركانه والأساطينا

أولآك الكرام الغرّ إن زرتهم تجد … مطاعيم بَشَّاشِين شوساً مطاعينا

وثيقو العرى من رام غمز قناتهم … فلا خَوَر يلقاه فيها ولا لينا

إذا جلت في نادي الأكابر خلتهم … رؤوساً وخلت الآخرين الكراعينا

بهاليل سبّاقون بالعزم أدركوا … على رغم أنف الدهر عزّاً وتمكينا

وكم وقفة في مأزق الحرب جرَّعوا … أعاديهم فيها حميماً وغسلينا

على صهوات السابحات تخالها … إذا مرقت بين الصفوف الشواهينا

كرائم ما اشتدت بهم دون غاية … إلى شرف إلا وحاؤوا مجلينا

بنار الوغى يستأصلون عدوهم … ونار القرى للضيف والمستجيرينا

أيا آل إبراهيم مني إليكم … تحيّات ذي ود يرى حبكم دينا

ودونكم عذراء تزهو بحسنها … وتصبي نفوس المفلقين المجيدينا

محبرة غرّاء تثني عليكمُ … ببعض الذي كنتم له مستحقّينا