بلى – بهيجة مصري إدلبي
بلى .. قلبي طواهُ ما طواهُ … وأدناه وأبعده هواهُ
سعى حتى رأى فامتد معنى … وغاب فغاب فيه ما عناهُ
رمى ما كان يقلقه فأمسى … على قلق يعانق من رماهُ
وطاف منازل الرؤيا فأخفى … منازلها بما ملكت رؤاهُ
تمنى فاصطفاه الوصل سرا … فأدرك سره لما اصطفاهُ
صحبت الليل حين ثملت صحوا … وحين صحوت أسكرني مداهُ
وبي عشق يصلي في دمائي … ويعرج بي إلى أعلى علاهُ
بلغت مقام من عرفوا فهاموا … وهمت كأنما قلبي شفاهُ
فمن بلغ المقام أقام فيه … ومن عرف الهيام سلا سواهُ
صفت نفسي فحلت من رمادي … وصفو النفس في العلياء جاهُ
بلى .. قلبي دعاه الوجد بوحا … فسار كما السحاب لمن دعاهُ
شهدت فضاقت الأشياء حولي … وحرت فأدركت روحي يداهُ
وقفت فضمني نهر اكتمالي … كمن بلغ الهوى أقصى مناهُ
شربت فبلل المعنى حروفي … كأن الحرف أدرك منتهاهُ
كفى بي أن في نفسي كشوفا … تجلى في نوافذها الإلهُ