بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ – حاتم الطائي

بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ … بسيف اللوى بين عموران فالغمر

بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَة ٍ … إلى دارِ ذاتِ الهَضْبِ، فالبُرُفِ الحُمرِ

إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ، فثَرْمَدٍ … فبَلْدَة ِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِو

وما أهلُ طودٍ، مكفهرٍ حصونه، … منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ

وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ … وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر

تنوطُ لنا حب الحياة نفوسنا، … شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري

أماوي إما مت، فاسعي بنطفة ٍ … من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي

فلو أن عين الخمر في رأس شارفٍ، … من الأسد، وردٍ، لأعتجلنا على الخمر

ولا آخذُ المولى لسوءٍ بلائه، … وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ

متى يأتِ، يوماً، وارثي يبتغي الغنى ، … يجد جمع كف، غير ملء، ولا صفر

يجدْ فرساً مثل العنان، وصارماً … حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالهَبرِ

وأسمر خطياً، كأن كعوبهُ … نوى القسب، قدراً أرمى ذراعاً على العشر

وإنّي لأستَحيي منَ الأرْضِ أنْ أرَى … بها النّابَ تَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ

وعشتُ مع الأقوام بالفقر والغنى ، … سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري