بكيت عزيزاً كان نابغة العصر – ابراهيم الأسود
بكيت عزيزاً كان نابغة العصر … وكانت به الايام طيبة النشر
بكيت صديقاً لست اسلوه ساعة … بكل حياتي فالسلو اخو الغدر
أأسلو وهل اسلو نجيب ابن مشرق … وقد كان عوناً لي على نوب الدهر
نعاه لي الناعي فخلت حشاشتي … تذوب على شيء احر من الجمر
قضى وهو يقضي واجباً عن بلاجه … لدى البطرك السامي عريضة ذي الطهر
وقد كان مثل البحر اذ ذاك مده … على الناس يزجي غاليات من الدر
اذا برياح الموت تحبس جريه … فيصبح بعد المد في قبضة الجزر
وتخفت منه الصوت وهو مغرد … ومن دونه في الشد وشاديه القمري
لذلك ضاق الحبر ذرعاً وجاده … بصيب رضوان كهامية القطر
فبئس الليالي لا تزال صروفها … تحول عيش المرء حلواً الى مر
لقد كان كالتوريد في وجنة العلا … وقد كان ملء العين في اللطف والبشر
وقد نال بالتأييد منصب سؤدد … به كان في لبنان ممتثل الامر
امام محاريب البيان ومن غدا … المبرز في المنثور منه وفي الشعر
على شعره من ريق الزهر بهجة … ومن بابلي السحر رائعة السحر
لقد سار في لبنان بالامس نعيه … فلم يبق فيه واحد باسم الثغر
وحزناً عليه قد بكاه بارزه … وحق السما تبكي بانجمها الزهر
لقد غاب عنا الانس مذ غاب بدره … وما حال سارٍ ليله فاقد البدر
فهل يعلم القبر الذي ضم شخصه … بما ضم من مجد اثيل ومن فخر
سابكي مدى عمري نجيب ابن مشرق … وان كنت لا ابكي نجيباً فما عذري
فيا مهجتي ذوبي عليه صبابة … ويا مقلتي جودي بادمعك الغزر
بني مشرق صبراً عليه وان يكن … به رزؤكم رزءاً يجل عن الصبر
وان يك طي الرمس امسى فانه … مدى الدهر حي في مآثره الغر