الهنوف – ضيدان بن قضعان

الهنوف اللي سرت من نجد وأمست فالحوية … ضيقت صدر الرياض وسافر الطايف وجاها

وأنثنا غيم الحجاز لخد نجد النرجسية … يوم جاته من زعلها كنها تقصر خطاها

زعلوها ورحلت وأخلت قصور الفاخرية … وألحقتني شرهة الزعلان وأخطاني رضاها

سافرت والله ما أخبر اللي يزعلها عليه … وأستباحت يالله الخيرة سهر عيني وماها

ليتها يوم أستباحت دمعة العين الشقية … ما أستباحت دم قلبي من خلاها في خلاها

سامح الله ظلمها واطعونها الخضر الندية … والله يسامح خناجرها ويعفوا عن خطاها

عرضتني للهبايب والضمى والمهمهية … واتركتني للزعل والشوق والكبر وغلاها

والغلا ما هو في يديها ولا هو في يديا … الغلا شيٍ من الله وأشهد إن الله عطاها

من غلالها لو توردني على حوض المنية … كنها تسقيني الشهد المصفى من شفاها

من حلالها ما توصفها الحروف الأبجدية … كيف توصف وردة يبري من العلة شذاها

الورود تغار منها مزهرية مزهرية … وإن تباهت عذرها معها ويحق لها تباهى

ما يشباهها شبيه ولا يحاليها حلية … جل ربٍ يوم صورها فرقها عن سواها

لأقبلت هيجنت وإن أقفت جذبت السامرية … وعذابي إن عطتني وجهها ولا قفاها

إن بدالي وجهها يسعد صباح اليوسفية … وإن غشتني نفحةٍ من ليلها يسعد مساها

درةٍ بالموت محروسة وبالبحر محمية … البحر من دونها والموت الأحمر من وراها

دونها ما أغليت واسمحلي ولا شداد المطية … مرخصٍ بالقاع عمري والثريا في سماها

لا يمي يبلى بحب الحضر في عيون بدوية … في ظروفٍ ما يقارن مستواه بستواها

الله أقوى يا فقير القلب أبو نفسٍ غنية … مالك إلا الصبر والجنة لقاها من لقاها

والهوى ألي يطرح الرجال في يدين أجنبية … علةٍ في الجوف لا تبرى ولا يلقى دواها

والهنوف الي ترد الثار تاخذها الحمية … شفتها بالعين في قلبي وهي تاخذ قضاها

وشفتها تشتاق تطعني بلا ذنب وخطية … مثل ما تشتاق لأعماقي وأنا أشتاق لدفاها

كل ما عرقت بميسمها تحريت الخوية … وألحقت من ميسم لميسم كذا علا عماها

عاقبتني كل يومٍ تلحق الكية بكية … واتعبتي و ادركتني والحقت نفسي مداها

وإن تمادت جهزوا قبري وأنا بكتب وصية … بكتب الله لا يعاقبها ويرضالي علاها

العمار تلفها الأيام والدنيا مدية … والسنين تلفني والنار تحرق من وطاها

علموها تلحق الباقي ما دام الشمس حية … واتغانم ما بقي مني وما تطلب فداها

لا تمادى في جفاها والرياح الموسمية … ما تقدر وقفة الأشجار وتثمن عطاها

وعلموها ما بقالي غير أدن الهاشمية … كان ترضاها علي ولا تهون من جفاها

وأنصحوها لا تحمل نفسها نفسٍ برية … وذكروها بالقبر لعلها ولا عساها

وعلموها علموها لا تطول في الحوية … ديرةٍ ما هي بديرتها لو أعجبها هواها