الهديه – بدر شاكر السياب
يقول المحبون ان الهدايا … طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو … بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق … وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء … وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري … الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع … كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور … ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع … وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة … لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح … يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا … كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم … المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات … وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي … تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق … على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه … ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب … من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا … على مدرج الزعزع العاتيه
سأهيد دنيا يرين السلام … عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين … بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف … وأن تستباحي وأن تهرمي