المنزل – محمد القيسي

منزل عند باب المدينة ينزف ، ذلك قلبي

وهذي الشوارع أعضاء جسمي الذي لم يمت

وزّعوه على كلّ ناحية في البلاد

وزّعوه على كلّ منفى ، وضاحية فاستعاد

دمه من أواني الرماد

شرفة أو حجر

عند باب المدينة يعزف محترقا

تلك أغنيتي والصجى

لم يكن دفتري ورقا

لم يكن منزلي وتر

فكتابي المدى

وكلامي المطر

والذي لم تقله الحمامة ، والشرفة الساحليّة ،

قالته أمي وقال السفر :

تحت أيّ القباب

تنزوي ، أو تقيم لنا خيمة ،

فالشوارع مقفلة دوننا ، دونك البرتقال

زرقة البحر ، مرثية الشفق الأرجوانيّ ،

خضرة هذا المساء النديّ ، بكاء الشجر

منزل عند باب المدينة أعرف ،

كان يضمّ ويجمع سارا بأطفالها القادمين

لم يعد عند باب المدينة ، جئت ، إذن

كان في هذه الناحية

منزل .. ورجعت

مطر والرصيف رصيف

كيف أرسم قوسا وأعبر هذا الخريف

هذه وجهتي أم جديلتها

أم دمي في العباب

سابح ، إنّ هذي البلاد

وضعتني علامة بين مخلبها والبطالة ،

ما للغزالة ،

هادئة ، بينما هيأ الصائدون الرماح

أم ترى أنّ عزفي البعيد

أسلمته البوادي إلى الظلّ والعوسج اليابس

وهل العلّة الآن في الثوب أم

أنها العلّة ، الموت في اللابس ؟

أيها البحر والقارب

إنّك الغالب ..