الغزو من الداخل – عبدالله البردوني

فظيعٌ جهـلُ مـا يجـري … وأفظـعُ منـه أن تـدري

وهل تدريـن يـا صنعـا … مـن المستعمـر السـرّي

غــزاة لا أشـاهـدهـم … وسيف الغزو في صـدري

فقـد يأتـون تبغـا فــي … سجائـر لونهـا يـغـري

وفـي صدقـات وحـشـي … يؤنسن وجهـه الصخـري

وفي أهـداب أنثـى فـي … مناديـل الهـوى القهـري

وفـي ســروال أسـتـاذ … وتحـت عمامـة المقـري

وفي أقراص منـع الحمـل … وفـي أنبـوبـة الحـبـر

وفـي حـريـة الغثـيـان … وفـي عبثـيـة العـمـر

وفي عَود احتـلال الأمـس … فـي تشكيـلـه العـصـر

وفـي قنينـة الوسـكـي … وفـي قـارورة العـطـر

ويستخفـون فـي جلـدي … وينسلـون مـن شعـري

وفـوق وجوههـم وجهـي … وتحـت خيولهـم ظهـري

غـزاة اليـوم كالطاعـون … يخفـى وهـو يستشـري

يحجـر مـولـد الآتــي … يوشي الحاضـر المـزري

فظيع جهـل مـا يجـري … وأفظـع منـه أن تـدري

يمانيـون فـي المنـفـى … ومنفيـون فـي اليـمـن

جنوبيون في ( صنعـاء ) … شماليـون فـي ( عـدن )

وكالأعـمـام والأخــوال … فـي الإصـرار والـوهـن

خطـى أكتوبـر انقلـبـت … حزيـرانـيـة الـكـفـن

تَرَقّـى العـارُ مـن بيـعٍ … إلـى بيـعٍ بــلا ثمـنِ

ومـن مستعـمـر غــازٍ … إلـى مستعمـر وطـنـي

لمـاذا نحـن يـا مربـي … ويـا منفـى بـلا سكـن

بـلا حلـم بـلا ذكــرى … بلا سلـوى بـلا حـزن ؟

يمانـيـون يــا( أروى ) … ويا ( سيف بن ذي يزن )

ولـكـنـّا برغمـكـمـا … بـلا يُمـن بــلا يـَمـن

بـلا مــاض بــلا آت … بـلا سِـرّ بــلا عـلـن

أيا ( صنعاء ) متى تأتين ؟ … مـن تابـوتـك العَـفـن

تُسائِلُنـي أتـدري ؟ فــات … قبـل مجيئـه زمـنـي

متـى آتـي ألا تــدري … إلى أيـن انثنـت سفنـي

لقـد عـادت مـن الآتـي … إلـى تاريخهـا الوثـنـي

فظيعٌ جهـلُ مـا يجـري … وأفظع منـه أن تـدري

شعاري اليوم يـا مـولاي … نحـن نبـات إخصـابـك

لأن غـنــاك أركـعـنـا … علـى أقــدام أحبـابـك

فألَّهْنـاك قلـنا : الشمـسُ … مـن أقبـاس أحسـابـك

فنم يا ( بابـك الخرمـي ) … على ( بلقيس ) يا ( بابك )

ذوائبهـا سريـر هــواك … بعـض ذيـول أربـابـك

وبـسـم الله جـــلّ اللهُ … نحسـو كـأسَ أنخـابـك

أمير النفـط نحـن يـداك … نـحـن أحــد أنيـابـك

ونحـن القـادة العطشـى … إلـى فضـلات أكـوابـك

ومسئولون في ( صنعاء ) … وفراشـون فــي بـابـك

ومـن دمنـا علـى دمنـا … تَمَوقـع جيـش إرهابـك

لقد جئنـا نجـر الشعـب … فـي أعـتـاب أعتـابـك

ونأتـي كـلّمـا تهـوى … نُمَسّـحُ نـعـل حُجّـابـك

ونستـجـديـك ألـقـابـا … نتـوجـهـا بألـقـابـك

فمرنـا كيفمـا شــاءتْ … نوايـا لـيـلِ سـردابـك

نعـم يـا سيـد الأذنـاب … إنـّـا خـيـرُ أذنـابــك

فظيعٌ جهـلُ مـا يجـري … وأفظـعُ مـنه أن تـدري