السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ – محيي الدين بن عربي

السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ … في المشتري وهمِّ المدلجِ الساري

لم لا يقول وقد أودعت سرّهما … أنا المعلمُ للأرواحِ أسراري

أنا المكلّم من نارٍ حجبتُ بها … نوراً فخاطبتُ ذاتَ النور في النارِ

أنا الذي أوجد الأكوان مظلمة ً … ولو أشاءُ لكانتْ ذاتَ أنوار

أنا الذي أوجد الأسرار في شجِ … مجموعة ً لمْ ينلها بوسُ أغيارِ

يا ضارباً بعصاه صلد رابية … شمس وبدر وأرض ذات أحجار

فاعجبْ إلى شجرٍ قاصٍ على حجرٍ … وانظر إلى ضاربٍ من خلف أستار

لقدْ ظهرتَ فما تخفى على أحدٍ … إلا على أحدٍ لا يعرفُ الباري

قطعتُ شرقاً وغرباً كيْ أنالهمُ … على نجائبَ في ليلٍ وأسحارِ

فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبراً … وكيف تسمع أذن خلف أسوار

أمْ كيفَ أدركُ منْ لا شيءَ يدركهُ … لقد جهلتك إذ جاوزتُ مقداري

حجبتَ نفسكَ في إيجادِ آنية … فأنت كالسرّ في روح ابنة القاري

أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به … أنت المنزه عن كون وأقطار