الحق مبتهج والسيف مبتسم – ابن القيسراني
الحق مبتهج والسيف مبتسم … ومال أعدا مجير الدين مبتسم
قدت الجياد وحصنت البلاد … وأمنت العباد فأنت الحل والحرام
وجئت بالخيل من أقصى مرابطها … معاقد الحزم في أوساطها الحزم
حتى إذا ما أحاط المشركون بنا … كالليل يلتهم الدنيا له ظلم
وأقبلوا لا من الإقبال في عدد … يؤود حاسبه الإعياء والسأم
أجريت بحرا من الماذي معتكرا … أمواجه بأواسي البأي تلتطم
وسست جندك والرحمن يكلؤه … سياسة ما يعفى إثرها ندم
وقفت في الجيش والأعلام خافقة … كل قناة فوقها علم
يحوطك الله صونا في عيونهم … والله يعصم من بالله يعتصم
حتى إذا بدت الأراء ضاحكة … وأقبلت اوجه الإقبال تبتسم
أتبعت جن سراياهم مضمرة … فيها نجوم إذا جد الوغى رجموا
والنصر دان وخيل الله مقبلة … ترجو الشهادة في الهيجا وتغتنم
صاب الغمام عليهم والسهام معا … فما دروا أيما الهطالة الديم
سرو لينتهبوا الأعمار فانتهبوا … قتلا ويغتنموا الأمول فاغتنموا
وأقبلت خيلنا ترى بخيلهم … مجنوبة وعلى أرماحنا القمم
وأدبر الملك الطاغي يزعزعه … حر الأسنة وهو البارد الشبم
وافوا دمشق فظنوا انها جدة … ففارقوها وفي أيديهم العدم
وأيقنوا مع ضياء الصبح أنهم … إن لم يزولوا سراعا زالت الخيم
فغادروا أكثر القربان وانجلفوا … وخلفوا أكثر الصلبان وانهزموا
وحاولوا المسجد الأدني فما عبرت … عن مسجد القدم الأقصى لهم قدم
مستسلمين لأيدي المسلمين وقد … أغرى القنا بتمادي خطفهم نهم
لا يملك الجسم دفعا عن مقاتله … كأن حين يغشاه الردى صنم