إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي – أبو العتاهية
إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي … وَما عَنائي بما يَدْعُو إلى الكُلَفِ
لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْ قَنَاعَتِهِ … وَلا امتِلاءَ لعَينِ المُلْتَهي الطّرِفِ
منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْ عَلَيْهِ هوى ً … يَدْعُو إِلى البغْيِ والعُدْوانِ والسَّرَفِ
ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُو إلى رَشَدٍ … إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌ فقفِ
أُخَيّ ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلا عصَفَتْ، … إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِ والتّلَفِ
ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْ لَمْ يزلْ بَطِراً … وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي على شُرَفِ
كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِ فِي جَدَثٍ … مُجَدَّلٍ، بتراب الأرْضِ مُلتَحِفِ
للهِ أهلُ قبورٍ كنتُ أعهَدُهُمْ … أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ، وَالغُرَفِ
يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْيا وَزِينَتِها، … حَسْبُ الفَتَى بتقَى الرَّحْمَانِ منْ شرفِ
والخيرُ والشَّرُّ فِي التَّصْويرِ بينهُمَا … لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ
أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَا استطَعْتَ وَلاَ … تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِ النّطِفِ
ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْ أطْرافِهِ طَرَفاً، … إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْ طَرَفِ
وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَ اعتَصَمتَ بهِ، … مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُ السّوءَ ينصرِفِ
الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لا مَثيلَ لَهُ، … ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِ وَاللُّطُفِ