إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ – محيي الدين بن عربي

إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ … وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ

ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبهُ … إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ

في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا … ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل

وقف الهوى بي حيث كان وجودُه … في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ

طرفُ الذي يهوى سماك رامح … وفؤادُ من يهوى سماك أعزل

ما إن يرى من عارف الإله … بين المنازلِ في المجرّة منزل

لمقامِ منْ يرجى العلوَّ لذاتهِ … ومقام من يرجو المقام الأنزل

من كان لا يبني لذلك عندنا … هذا هوَ العلمُ الذي لا يجهلُ

والله لو ترك العباد نفوسهم … لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل

نصر الإله فريضته مكتوبة … فانصرْ فإنكَ بعدَهُ لا تخذَلُ

نص الرسول على الذي قد قلته … وبذاكَ قدْ جاءَ الكتابُ المنزلُ

جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله … وعليهِ أهلُ اللهِ فيهِ عولوا

ما منْ كتابٍ قدْ اضيفَ منزلٌ … للهِ إلا والقرآن الأفضلُ

والفضلُ فيه بأنه يجري على … ما ليس يحويه الكتابُ الأوّل

كرهَ النبي الفعلَ منْ عبدٍ أتى … بصحيفة ٍ فيها دُعاءٌ ينقلُ

منْ نصِّ توراة ٍ وقالَ لهُ اقتصرْ … فيما أتيتَ بهِ الغنى والموئلُ

عصمَ الإلهُ كتابنا منْ كلِّ تحـ … ـريفٍ وما عصمت فمالك يأفل

فاستغفر اللهَ العظيمَ لما أتى … واستغفر الله لهذا المرسل

فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه … عما أتاهُ بهِ النبيُّ الأعدلُ

وكذاك ختم الأولياء كلامه … في الأولياءِ معظم متقبل

منْ ذاقَ طعمَ كلامِهِ لمْ يستربْ … في قولنا فهوَ الكلامُ الفيصلُ

منْ كانَ يعرفُ حالَه ومقامهُ … عن بابه وركابِه لا يعدل

من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه … تعظيمهُ فهوَ الإمامُ الجولُ

صفة ُ المهيمنِ ها هنا قامتْ بهِ … والناسُ فيها يشهدونَ العقلُ