إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ – محيي الدين بن عربي

إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ … نعتٌ ولا هو محدود فينحصرُ

في الحدِّ وهو الذي في الحدِّ يعرفه … وما له في الذي يدري به خبرُ

تنزهتْ ذاتُ منْ قدْ حارَ طالبُها … سبحانه جل أنْ تحظى به الفكر

أقامني مثلاً مثلاً ونزهني … عنْ كلِّ شيءٍ فلمْ يظفرْ بيَ النظرُ

هو الوجودُ الذي في كونه سندٌ … لخلقهِ ولهُ سمعٌ هوَ البصرُ

إني لعبد لمن كانت هويته … عيني وما أنا عينُ الحقِّ فاعتبروا

لو كنته لم أكن بالعجز متَّصفاً … عنْ كونِ ما تظهرُ الأسبابُ والقدرُ

ولم يكن حاكماً على تصرّفنا … سرٌّ يقال له في علمنا القدر

إني عُبيدٌ فقيرٌ في تقلبه … هذي نعوتي وأما اسمي هو البشر

ووالدي آدمُ والكحلُّ متصفٌ … بعجزِهِ للذي إليهِ يفتقرُ

فغايتي الفقرُ والتنزيهُ غايتهُ … عنْ غايتي والغني عني هوَ الوزرُ

أعطيته الوصفَ من ذاتي فلي شرفٌ … بهِ تنزلتِ الآياتُ والسورُ

لولايَ ما ظهرتْ في الصورِ نفختهُ … فالروحُ منْ نفسِ الرحمنِ فادكروا

هذا الذي قلتهُ الوحيُ يعضدنِ … فيه فقد جاءكم ما فيه معتبر

لوْ كنتُ ذا بصرٍ لكنتُ معتبراً … كذا يقولُ الإلهُ الحقُّ فافتكروا