إلى إبني – ليث الصندوق

لا تبكِ عليّ إذا مِتُّ

فالعشبُ سينمو من بعدي

حتى ليُفصّلَ أثوابا ً

ويُقصّ بحسب مقاسات المرج

وستَقرعُ نافذة َالسهران عطورُ احبّته

فيرى شمسا ً

تترنّح من غنج ٍ بين يديه

وستغرق في عرق الفلاحين حقولٌ

وتئنّ من الحمل مساميرُ العربات

لا تبكِ عليّ إذا مِتُّ

فالطلقة ُلن تصدأ في السبطانة

والحقد ُبفرشاة الفولاذ يُلمّع أسنانَ جرائمِه

والقاتلُ من قبو ٍ

يحملُ قتلاهُ إلى أخر

فتفاجئه أعينهم تطلق نيران اللوم

لا تبكِ عليَّ إذا مِتُّ

واذكرْ إني حين رحلتُ

أوصيتُ الشمسَ بأن تمنحَ فجرَك

كلّ حقوقي فيها

دفئا ً ..

وهناءا ً ..

وسلاما ،

وتمنـّيتُ بأن تصبح َ روحي لك درعا ً

لكن هيهات لنا ما نتمنى

لم تكُ روحي غير ضبابة

.

1984