إلمَ لصحبنا عنا استتار – ابراهيم الأسود
إلم لصحبنا عنا استتار … متى يدنيهم منا المزار
بدور والنوى قد حجبتها … وطال عن البلاد لها سرار
ترى هل تجمع الايام شملي … ويسعدني بلقياها ازديار
وبعد نوى مبرحة وبعدٍ … تعود لنا لياليها القصار
اقلب في نجوم الافق طرفي … ونومي بعدها ابداً غرار
لحى الله النوى فلكم بقلبي … لها شبت وفي الاضلاع نار
أأصبر للفراق وطال حتى … وهي جلدي وقل الاصطبار
وكيف يطيب لي عيش وما إن … لصحبي في بلادهم قرار
بهم تزهو ديار الغرب عجباً … وما لديارهم بهم ازوهار
وكيف اطيق في بيروت صبراً … ويشجيني لسنبول ادكار
ولي فيها صديق ذبت شوقاً … له وبمهجتي يزكو اوار
صديق زانه ادبٌ وعلم … وحليته المهابة والوقار
له صيت كفواح الخزامى … ورأي كم اقيل به عثار
وحزم مثل حد السيف ماضٍ … وعزم لا يشق له غبار
وطرس قد حلت فيه المعاني … كما تحلو لشاربها العقار
وكم فيه بنو سنبول باهوا … كما قد هز سنبول الفخار
مناقبه الحسان بها تجلت … وقد وضحت كما وضح النهار
أانطون ابن يافث انت فخر … لنا ولمعصم الدنيا سوار
وانت لنا على الايام عون … يدار بامرك الفلك المدار
لئن سنبول عزت فيك دهراً … فقد حنت للقياك الديار
فلا برحت تصافيك الليالي … وانت بكل داجية منار