إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ – محيي الدين بن عربي
إذا ما ذكرتُ اللهَ بالذكرِ نفسهِ … فما هوَ مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاكَ أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكرٍ … إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً … بوجهٍ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكنْ واحداً منْ كلِّ وجهٍ تفزْ بهِ … وتجلهكَ الأعدادُ واللثرُ حاضرِ
فمنْ شاءَ فليثبتْ ومنْ شاءَ فليزلْ … فهذا الذي ساقتْ إليهِ المقادرُ
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائلٌ … بهِ في جنابِ الحقِّ ما أنتَ تاجرُ
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن … عليهِ لما دارتْ عليكَ الدوائرُ
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ … وريحكَ لمْ يحصلْ وحدكَ غامرِ
خليلي ما للريح يأتي جنوبها … قبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهلِ البيتِ ما أنا بائنٌ … ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت … عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه … سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تباركَ منْ شخصٍ عنِ الحقِّ ثابتٍ … وما لكَ من أيدٍ وما لكَ ناصرُ
وما علمتْ منكَ الأقاربُ والعدى … إذا كنتَ صباراً بمن أنتَ صابرُ
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ … وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاكَ من جدى ً … ولولاهُ ما جاءَتْكَ سحبٌ مواطرُ