إذا ذكر المجدون يوما لفضلهم – أحمد فارس الشدياق
إذا ذكر المجدون يوما لفضلهم … فقل إن إسماعيل أول مفضل
أمير إذا لم يلبس التاج عادة … فان عليه تاج محل مؤثل
قد اعتدل الدهر السقيم بعدله … ولم يحنه الا مفاسد جهل
فكان حييا منهم ان يراهم … فيطرق عند الخطو خطو المكبل
سرى له بين الانام على سرت … مدائحها الريا عل كل محفل
بطلعته الغراء زالت كروبنا … وزادت اماني كل عان مومل
يمد على كل البرية فضله … فسيان فيه من تباعد او ولى
وهل يقصدن الناس الا امانه … اذا نابهم صرف الزمان بمعضل
تشيد الوف في فورق بمدحه … وتدعو له الدنيا بقول مفصل
معيل اليتامى منهل للمؤمل … معين الايامي موئل للمعول
نعد صروف الدهر وهي كثيرة … واكثر منها جود راحته الولى
فيأمن يروم العز يمم جنابه … وفي ذلك الركن المصمد فانزل
فهذا معز الدين شيمته التقى … فكن كابن هاني في المديح وطول
وهذا الذي احيى القريض بجوده … وعند سواه ميت لم يزمل
وهذا ابن ابراهيم اربى بعزه … على كل ذي عز معم ومخول
نرى حبه فرضا ومرضاته مني … ومدحته بيت القصيد المرتل
تجلت علينا من بديع صفاته … معان لنظم القول ابهى من الحلى
وذكر الفتى للفضل يروى تعلة … وللنقص ياتي علة المتعلل
وكم بين من يسدى ويجدى سجية … ومن لا ينيل الوعد دون توسل
فاين مباريه ببر معجل … وبر سواه ضمن ملث مؤجل
معال نرى منها وربك انه … مجل ومن جاراه فيها كغسكل
فلو ان جوز الليل منتطق بها … لا سفر عن صبح جلا كل مشكل
اعاضني الرحمن من حرمة الطلا … براح حلال من قوافيه سلسل
فما انا في تفجيرها بمؤثم … ولست على تكريرها بمعذل
تقاصر مدحي عند طول علائه … فارخت اسماعيل الطف مفضل