إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ – محيي الدين بن عربي
إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ … علوتَ به ورباتِ الحجالِ
وإنْ ساءتْ ظنونكَ يا حبيبي … فأنت لسوء ظنك في سفالِ
وميزانُ الشريعة ِ لا تزنه … بميزانِ التفكرِ والخيالِ
وإنكَ إنْ أصبتَ بهِ لوقتٍ … غلطتَ بهِ فتلحقُ بالضلالِ
تميزتِ الخلائقُ في سناها … فأين الواجباتُ من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه … إلهك قد حلالي عينُ حالي
بمرآه الذي عانيتَ منهُ … وفيهِ ما يذمُّ من الفعالِ
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء … على ما كانَ منْ كرمِ الخلالِ
فسوءُ الظنِّ يحرمُ منكَ شرعاً … وحسنُ الظنِّ يلحق بالحلالِ
وإنْ كنتَ الإمام تقيم حدّاً … أقمه كما أمرت ولا تبال
ولا تتبعه سوءَ الظنِّ فيه … به تأمن عليك من السؤال
فإنَّ الله سائلُ من أتاه … بهِ يومَ القطيعة ِ والوصالي
وعبدُ الله ليس بحكم ماضٍ … ولا آتٍ ولكنْ حكمُ حالِ