إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً – ابن الرومي

إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً … فلا تعتصرْ ماء الصنيعة بالمطْلِ

ولاتخلطِ الحسنَى بسوءٍ فإنه … يجشّمُنا أن نخلطَ الشكر بالعذلِ

أترضَى بأن تُكنَّى بسهلٍ وأن تُرى … وما مطلبُ الحاجات عندَك بالسهلِ

أنِفْتُ لعشاقِالمكارمِ أن تُرى … مواعيدُهم مثلَ البوارق في المَحْل

ولاسيّما بعدَ المشيبِ وبعدَها … أراهم هديَ منهاجِهم سُرُج العقل

تعلَّمْ أبا سهلِ بأنيَ عالمٌ … على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْل

وأني أرى حسنَ الأمورِ وقبحَها … بألوي من الآراء مستحكم الجدْلِ

وممّا أرى أنَّ النوالَ إذا أتى … على الكرهِ كان المنعُ خيراً من البذلِ

ولمْ لا وقد ألجأتَ ملتمِسَ الجدا … إلى الطلب المذموم والخُلْق والوَغلِ

واعطيته المنزور بعد مطاله … فخَستَ منه وانتسبتَ إلى الفَضلِ

أرى الجزل من نيل الرجالِ هنيؤُهُ … ومانائلٌ جزلٌ مع المطلِ بالجزلِ

وها إنني من بعدها متمثّلٌ … بوَفْقٍ من الأمثال في منطقٍ فصلِ

مطلتَ مطال النخل فاثبتْ ثباتَهُ … واجنِ جَناه أو فدعْ نكدَ النخْلِ

ولا يكُ ماتُجديه كالبقل خِسَّة ً … وكالنخل تأخيراً فما ذاك بالعَدْل