أَمَاطَتْ لِثَاماً وَأَبْدَتْ هِلاَلاَ – سبط ابن التعاويذي

أَمَاطَتْ لِثَاماً وَأَبْدَتْ هِلاَلاَ … وَرَاشَتْ نِبَالاً وَسَلَّتْ نِصَالاَ

ومَنَّتْ مُحالاً وغنَّتْ مِطالا … وصَدَّتْ مَلالاً ومَلَّتْ دِلالا

وَضَنَّتْ عَلَى مُدْنِفٍ لَمْ تَدَعْ … فُنُونُ الأَسَى مِنْهُ إلاَّ خَيَالاَ

أَبَا قَلْبُهُ أَنْ يُطِيقَ السُّلُوَّ … وعثَرَتُهُ في الهوى أنْ تُقالا

وبالجِزعِ مُنفرِدٌ بالجَمالِ … يَمِيسُ قَضِيباً وَيَرْنُو غَزَالاَ

تُغيرُ لَواحظُهُ في القلوبِ … فَتَرْجِعُ بِالسَّبْيِ مِنْهُ ثِقَالاَ

كَثِيرُ الْمَلاَلِ فَمَا بَالُهُ … عَلَى زَعْمِهِ لاَ يَمَلُّ الْمَلاَلاَ

وما شغَفي برِمالِ العقيقِ … وَلكِنْ بِمَنْ حَلَّ تِلْكَ الرِّمَالاَ

ولا أنَّ سُكّانَ ذاكَ الجَنابِ … أَسْكَنَّ قَلْبِيَ دَاءً عُضَالاَ

جَلَبْنَ لِكُلِّ خَلِيٍّ هَوًى … وأَورثْنَ كلَّ فؤادٍ خَبالا

وقلَّدْنَ بالدُّرِّ تلكَ الثغورَ … وحمَّلْنَ كلَّ قضيبٍ هِلالا

وَخِفْنَ عَلَى الْحُسْنِ أَنْ يَسْتَتِيهَ … أَلْحَاظَنَا فَکتَّخَذْنَ الْحِجَالاَ

دَنَوْنَ فَلَمَّا مَلَكْنَ الْقُلُوبَ … أَصْبَحْنَ فَوْقَ الثُّرَيَّا مَنَالاَ

عَلَى أَنَّنِي مَا خَلَعْتُ الْعِذَارَ … فِي الْحُبِّ حَتَّى لَبِسْنَ الْجَمَالاَ