أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ – ابن الخياط

أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ … مَحَلٌّ علِيٌّ ووجهُ مُنيرُ

وجَدٌّ سعيدٌ ومجدٌ مَشيدٌ … وعِزٌّ جَديدٌ وعَيْشٌ نَضِيرُ

ويَوْمٌ يَصِحُّ الرَّجاءُ العَلِيلُ … بهِ ويطُولُ الثناءُ القصيرُ

دعا شرفَ الدولة ِ المجدُ فيهِ … فَلَبّاهُ مِنْبَرُهُ والسّرِيرُ

مرامٌ بكلِّ فلاحِ حقيقٌ … وسَعْيٌ بكلِّ نجاحٍ جديرُ

عَلى الطَّالِعِ السَّعْدِ يابْنَ المُلُو … كِ هذا الرُّكُوبُ وهذا الظُّهوُرُ

طلعْتَ تُجلِّي الدُّجى والخُطُوبَ … بِوَجْهٍ عَلَيْهُ بَهاءٌ ونُورُ

تكفَّلَ ريَّ اللحاظِ العِطا … شِ ماءٌ مِنَ الحُسْنِ فيهِ نَمِيرُ

يَتِيهُ بِكَ المُلْكُ وَهْوَ الوَقُورُ … وَيَشْجَى بِكَ الدَّهْرُ وَهْوَ الصَّبُورُ

ظُهورٌ ظهيرٌ على المطلَباتِ … فَكُلُّ عَسِيرٍ لَدَيْها يَسِيرُ

صَباحٌ صَبِيحٌ بأمثالهِ … تقرُّ العيُونُ وتَشْفى الصدورُ

شَرِبنا بهِ العزَّ صِرْفاً فمالَ … بِنا طَرَباً واتَّقَتْنا الخُمُورُ

ومَا لَذَّة ُ السُّكْرِ إلاّ بِحَيْثُ … تُغَنّى المُنَى ويَدُور السُّرُورُ

فيا شرفَ الدولة ِ المُسْتجارُ … لكَ اللهُ مِنْ كُلِّ عينٍ مُجِيرُ

لمثلكَ حقا وإنْ قلَّ عنكَ … يُرَشَّحُ هذا المَحَلُّ الخَطيرُ

فإنَّ النجومَ حرى ً بالسماءِ … وأحرى بها القمرُ المستنيرُ

لَقَدْ هُزَّ لِلطَّعْنِ رُمْحٌ سَدِيدٌ … وجُرِّدَ للضَّرْبِ نصْلٌ طريرُ

وسُوِّمَ للسبقِ يومَ الرِّهانِ … جوادٌ بطُولِ المدى لا يخُورُ

فتى ً سادَ في مهدِهِ العالمينَ … وشادَ العُلى وهوَ طفلٌ صغِيرُ

غَنِيٌّ مِنَ المَجْدِ وَالْمَكْرُماتِ … وَلَكِنَّهُ مِنْ نَظِيرٍ فَقِيرُ

فَلا زَالَ ذَا السَعْدُ مُسْتَوْطِناً … مَحَلَّكَ ما حَلَّ قَلْباً ضَمِيرُ

ولا برحَ المُلْكُ يا فَخْرَهُ … وَمَجْدُكَ قُطْبٌ عَلَيْهِ يَدُورُ

وأعطِيتَ في شَرَفِ الدولة ِ الـ … ـبَقاءَ الذي تتمنّى الدُّهورُ

ولا زالَ حمدِيَ وقْفاً عليكَ … إليكَ رواحِي بهِ والبُكُورُ

ثناءٌ كما هبَ غِبَّ الحَيا … بِنَشْرِ الرِّياضِ نَسِيمٌ عَطِيرُ

مُقيمٌ لديكَ ولكنَّهُ … بِمَدْحِكَ فِي كُلِّ فَجٍّ يَسِيرُ