أَدَهراً تَوَلّى هَل نَعيمُكَ مُقبِلُ – صريع الغواني
أَدَهراً تَوَلّى هَل نَعيمُكَ مُقبِلُ … وَهَل راجِعٌ مِن عَيشِنا ما نُؤَمِّلُ
أَدَهراً تَوَلّى هَل لَنا مِنكَ عَودَةٌ … لَعَلَّكَ يُعدي آخِراً مِنكَ أَوَّلُ
سَلامٌ عَلى اللَذاتِ حَتّى يُعيدَها … خَليعُ عِذارٍ أَو رَقيبٌ مُغَفَّلُ
أَثَرتُ مَطِيَّ القَصفِ في مُستَقَرِّهِ … فَلا القَصفُ مَتبوعٌ وَلا هِيَ تَرحَلُ
وَأَخلَيتُ ميدانَ الصِبا مِن بَناتِهِ … وَإِنّي بِها لَلمُستَهامُ المُوَكَّلُ
أَلا في سَبيلِ اللَهوِ أَيّامُنا الأُلى … أَتَذهَبُ فَوتاً أَو تَعودُ فَتُقبِلُ
كَأَنّي لَم أَشهَد مِنَ الراحِ مَشهَداً … لَذيذاً وَلَم أَستَبقِها وَهيَ تُقتَلُ
وَلَم أَحمَدِ الأَيّامَ وَالعَيشَ بَينَنا … نُعَلُّ مِنَ اللَذاتِ طَوراً وَنُنهَلُ
فَلا رُبَّ حَربٍ لِلمُدامِ أَثَرتُها … وَقَصطَلُها جادِيُّها وَالقَرَنفُلُ
عَلَينا رَياحينُ الحَياةِ وَفَوقَنا … سَحائِبُ بِالعَيشِ المُقارِفِ تَهطِلُ
وَكَأسِ نَدامى يَعشَقُ الشُربُ شَخصَها … لَها مَنظَرٌ دونَ الزُجاجَةِ أَسهَلُ
قَرَنتُ بِها الإِبريقَ فَاِفتَرَّ ضاحِكاً … وَحَلَّ لَها خَلفَ النِقابِ المُقَبَّلُ
وَمُختَلَسٍ مِن شَهرِهِ بِنَعيمِهِ … عَلى غَفلَةٍ مِن شانِئٍ لَيسَ يَغفُلَ
تَلافَيتُهُ بِالقَصفِ فَاِغتَلتُ طولَهُ … وَلا يَومَ في أَيّامِهِ مِنهُ أَطوَلُ
غَدا بِبَناتِ اللَهوِ عَنّي أَميرُها … وَأَثكَلَنيهِنَّ الإِمامُ المُعَذِّلُ
فَما أَذكُرُ اللَذاتِ إِلّا كَأَنَّما … يُمَثِّلُها لي في النَدِيِّ مُمَثِّلُ
لَعُمرُكَ لَو أَحبَبتُ لَم أَدَعِ الصِبا … لِشَيءٍ وَلَكِنَّ التَعَزِّيَ أَجمَلُ