أَبْلِغْ سُلَيْمى بِأَنَّ البَيْنَ قَدْ أَفِدا – عمر ابن أبي ربيعة
أَبْلِغْ سُلَيْمى بِأَنَّ البَيْنَ قَدْ أَفِدا … وأنْبِىء ْ سُلَيْمَى بِأَنَّا رَائِحونَ غَدا
وَقُلْ لَهَا كَيْفَ أَنْ يَلْقَاكِ خَالِيَة ً … فَلَيْسَ مَنْ بَانَ لَمْ يَعْهَدْ كَمَن عَهِدا
نعهدْ إليكش، فأوفينا بمعهدنا، … يا أَصْدَقَ النَّاسِ مَوْعوداً إذا وَعَدا
وأَحْسَنَ النَّاسِ في عَيْني وأَجْمَلَهُمْ … من ساكن الغور أو من يسكن النجدا
لقد حلفتُ يميناً غيرَ كاذبة ٍ، … صَبْراً أُضَاعِفُها يا سُكْنَ مُجْتَهدا
بِاللَّهِ ما نِمْتُ مِنْ نَوْمٍ تَقُرُّ بِهِ … عيني، ولا زالَ قلبي بعدكمْ كمدا
كمِ بالحرامِ، ولوكنا نحالفه، … من كاشحٍ ودّ أنا لا نرى أبدا
حُمِّل مِنْ بُغْضِنا غِلاًّ يُعَالِجُهُ … فقد تملا علينا قلبه حسدا
وذاتِ وجدٍ علينا ما تبوحُ به، … تُحْصي اللَّيالي إذا غِبْنَا لها عَدَدا
تبكي علينا، إذا ما اهلها غفلوا، … وَتَكْحَلُ العَيْنَ مِنْ وَجْدٍ بِنَا سَهَدا
حَرِيصَة ٍ إن تَكُفَّ الدَّمْعَ جَاهِدَة ً … فما رقا دمعُ عينيها، وما جمدا
بَيضاءَ آنِسَة ٍ لِلْخِدْرِ آلِفَة ٍ … وَلَمْ تَكُنْ تأْلَفُ الخَوْخاتِ والسُّدَدا
قامتْ تراءى على خوفٍ تشيعني، … مشيَ الحسير المزجى جشم الصعدا
لم تبلغِ البابَ حتى قال نسوتها، … مِنْ شِدَّة ِ البُهْرِ هذا الجَهْدُ فَکتَّئِدا
أقعدنها، وبنا ما قالَ ذو حسبٍ: … صبٌّ بسلمى إذا ما أقعدت قعدا
فَكَانَ آخِرَ ما قَالَتْ وَقَدْ قَعَدَتْ … أَنْ سَوْفَ تُبْدي لَهُنَّ الصَّبْرَ والجَلَدَا
يَا لَيْلَة َ السَّبْتِ قَدْ زَوَّدْتِني سَقْماً … حتى المماتِ، وهماً صدعَ الكبدا