أي رزء دهاك يا سمعان – جبران خليل جبران
أي رزء دهاك يا سمعان … هز من هول وقعه لبنان
وتلقت أنباءه مصر وهنا … فهي ولهى وما لها سلوان
يعلم الله ما تحمله آلك … في المربعين والإخوان
فدح الأمر في الفتى الباسط الكف … وفي العف قلبه واللسان
في عزيز بنى من الجاه صرحا … لم يطاول بنيانه بنيان
نال ما شاء من منى وتنحى … عن طراد في شوطه الأقران
ذاك إن كان بالإجادة … والجود ولوعا ودأبه الإحسان
كل فعل للخير ساهم فيه … وأجاب الدعاة أيا كانوا
ليس بدعا وقد توى أن يعزى … كبراء البلاد والأعيان
ويعزى فيه كثير من الخلق … نواه عنهم هي الحرمان
عدموا رزقهم وأقسى عليهم … عطفه يعدمونه والحنان
في الزمان القريب واحر قلبا … أين أمسى في الغيب ذاك الزمان
كان قوم أحبهم وأحبوه … وصان العهد الوثيق وصانوا
إن ألمت بهم نوازل مما … عز فيه النصير والمعوان
لا يقولون من فتاها وسمعان … تفاها المرجب اليقظان
عجزوا اليوم عن فداء وما … اإنى الوفاء البكاء والأشجان
آه مما تبثه الأيم الدامية … القلب والأب الثكلان
والبنون الأولى هم العوض … الغالي ترجيه بعده الأوطان
من بنات مثقفات وأبناء … كأزكى ماينبت الفتيان
أيها الجازعون صبرا فما … ي نفع إلا التسليم والإذعان
لكم الله وهو خير ولي … ولمن عاجل القضاء الجنان
أقرض الله كل قرض جميل … فجزاه أضعافه الرحمن