أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى – مصطفى صادق الرافعي

أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى … إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا

كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ … من أراهُ وليسَ يسألُ عنا

ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي … وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا

وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ … من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا

لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو … فأرهُ ولا الصبابةُ تفنى

أيها الدائمُ التجني علينا … زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا

ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ … نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى

قد رأى الناسُ فيهِ قيساً وقِساً … وأرتهمُ عيناكَ ليلى ولبنى

ورميتُ الدُّجى بساهرةِ الليلِ … تفيضُ الدموعَ وجداً وحزنا

فتحتْ جفنها فطارَ كراها … وبكتْهُ فليسَ تغمضُ جفنا

إن تعشْ يرجعِ المنامُ إليها … أو تمتْ بعدها ففي الحبِّ متنا