أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ – ابن الرومي

أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ … يِدُ إلفاً وموضعاً للخِلالِ

لم يوفقْكَ للموفّق إلا ص … دقُ ذاك التوفيق والإقبالِ

جمعَ اللَّهُ فيك للناصرِ الد … ينَ خصالاً حميدة ً في الخصالِ

فيك للناظرين والقلبِ حظْ … ظان على رغم حاسدٍ مغتالِ

منظرٌ معجِبٌ من الحسنِ حالٍ … تحته مخبرٌ من الفضلِ حالي

وإذا ما الجليسُ حُلّي هاتي … ن أبى أن يُباعَ بالأبدالِ

أنت مرأى ً ومسمعٌ كلُّ مافي … ك مُسلّ لهمّ ذي الهَم جالي

فيك جدٌّ لمنْ أجدَّ وهزلٌ … لا كهزلِ المُهازلِ البطّالِ

شهدَ اللَّهُ والأميرُ جميعاً … والوزيرُ الخبيرُ بالأحوال

أنك الصاحبُ الخفيفُ على القل … بِ وإن كنت راجحَ المثقال

لستَ في ناظرٍ قذاهُ ولا أن … تَ على خاطرٍ من الأثقال

يصطفيك الأميرُ للأنسِ والعَوْ … نِ على الحادث العياءِ العُضالِ

وحقيقٌ كلاكما بأخيه … شكلُ أهلِ الكمالِ أهلُ الكمالِ

فليالي أميرِنا بكَ في الطي … بِ كأسحارِها ذواتِ الظلال

ولأيامِ دهره بك روحٌ … مثلُ روح الغدو والآصالِ

ليسَ فيهن وقدة ٌ تلفح الأو … جُهَ بل كلهن من أظلالِ

لم يعبهنَّ عند ذي الجهلِ إلاّ … أنَّ ساعاتِهنَّ غيرُ طوالِ

إن أراد الحديثَ منك تنكَّب … تَ سبيلَ الإخباثِ والإقلالِ

وتحدّثتَ مكثراً ومُطِيباً … بأحاديثَ جمّة ِ الأشكالِ

من طرازِ الملوكِ فيها الفكاها … تُ وفيها سوائر الأمثالَ

يجتلبنَ النشاطَ من أبعدِ البُع … دِ ويدفعنَ في نحورِ الملالِ

كنسيمِ الرياضِ في غلسِ الليل … إذا ساقه نسيمُ الشمال

ثم تأتيهِ بالحديثِ فتأتي … برحاه على سواءِ الثّفالِ

ذا مقالٍ موافقٍ لمقامٍ … ومقامٍ موافقٍ لمقال

عن لسانٍ أرقَّ حدّاً من السي … فِ دليلٍ على طباع زُلال

حاملٍ نغمة ً يشبهُها السم … عُ هديلَ الحمام فوق الهَدال

رافدْتها إشارة ٌ ألبستْها … كلَّ نُور وكل رقراقِ آلِ

ببنانٍ كأنهنّ مدارٍ … وأساريعٌ في دِماث الرمالِ

فلذك الحديثِ حسنُ الملاهي … وله دونهنّ فضلُ الجلالِ

فهْو شيءٌ تَلذه أُذُنُ السّا … مِعِ من ذي هدى ً ومن ذي ضلالِ

كالسّماعِ الذي يحرَّك للهُيْ … يَاب إطرابَهُم وللبخَّالِ

فيهشّونَ عند ذلك للجو … دِ على القانعينِ والسُّؤالِ

ويُراحون للقتالِ لدى الحر … بِ ويغشونَ هائلَ الأهوالِ

ذاك أغرى بك الأميرَ فأصبح … تَ بيمنَى يديهِ دونَ الشمالِ

وله فيك آلتانِ لحربٍ … ولكيدٍ كهمة ِ المؤتال

قُفلٌ سرّ أخوه مفتاحُ رأي … والمفاتيحُ إخوة ُ الأقفالِ

لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ … هي أدهى من سورة الأبطالِ

يستثيرُ المكايدَ الصُّمعَ منها … أيُّ صِلّ هناكف العِرْزالِ

أبصرَ الفرصة َ الأميرُ لعمري … فيك وهْو المسدَّدُ الأفعالِ

وتجلّى بعين صقرٍ أبو الصق … رِ على رأس مَرْقبٍ متعالي

فرأى فيك ما رأى مجتبيهِ … فاجتبي منك حظَّه غيرَ آلِ

فالتقى فيك حسنُ رأي أميرٍ … ووزيرٍ كلاهُما خيرُ والي

فإذا ماذُكِرتَ بالغيبِ قالاً … ذاك حقاً يتيمة ُ اللئَّالِ

يا ثمالَ المؤملينَ أبا إس … حاقَ عندَ انقطاع كلِّ ثمالِ

أنتَ ذاك الذي عهدتك قِدْماً … لايغاليك في المعالي مُعالي

لو تُجاريك في مكارمك الري … حُ لخِيلت معقولة ً بعقالِ

ربّ ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها لي … لاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ

نامَ عمّا عناهُ منها وما نم … َت ولو نمتَ باتَ في بلبالِ

فلأكن بعضَ منْ غرستَه بين فض … لِ شُكريكَ يا أخا الإفضالِ

سيرَى كلَّ شاكرٍ لك عُرفاً … أنني سابقٌ له وهْو تالِ

لم أكلفكَ أن تكونَ شفيعاً … لي إلاَّ إلى امرىء ٍ مفضالِ

أبلجِ الوجهِ كالهلالِ بلِ البد … رِ بل الشمس بل فقيدِ المثالِ

لايضاهيه في المحاسن إلا ما … تسديه كفّهُ من فعالِ

أريحيٌّ يعطي العطية في العط … لة أضعافَ أختها وهْو والِ

محسنٌ مجملٌ وليس ببِدعٍ … ذاك مِنْ مثلهِ ولا بمجالِ

ذانكَ الحسنُ والجمالُ حقيقاً … نِ بكُنه الإحسان والإجمالِ

أحسنَ اللَّه خلقه فبداه … في انتساخٍ لحسنِه وامتثالِ

يستملانِ فعله من كتابٍ … خُطَّ في وجههِ بلا استملالِ

ليسَ ممّنْ إذا ألحّ شفيعٌ … أخلقَ الوجهَ عنده بابتذالِ

من رجالٍ توقَّلوا في المعالي … بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ

بل ترقَّى إلى العلا طالبوها … وتدلَّى على العلا من معالي

يتبارى إليهِ وفدانِ شتى … وفدُ شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ

بل عطاياه لاتزال تبارى … وافداتٍ إلى ذوي الآمالِ

بالغاتٍ إلى المقصّر عنها … نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ

يرقدُ الطالبون وهْي إليهم … أرِقاتُ الوجيفِ والإرقال

رحلتْ نحو مَنْ تثاقلَ عنها … وكفتْهُ مؤونة َ الترحال

لا تزُل عنه نعمة ٌ لو أزيلت … لم تجدْ عنه وجهة ً للزوال

فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق … رِ مُجدّاً مشمرَ الأذيالِ

فهْو مستعذِبٌ لقاءك إيْ … ياه يراه كالبارد السلسالِ

متصدٍّ لحاجة ٍ لك قد أش … فَى جداه على شفاً مُنهال

ومتى ما لقيتَه كان غيثاً … أمرَتْه الجنوبُ بالتهطالِ

ليسَ منْ كنتَ ريحَه ببعيدٍ … من سماءٍ تبلُّه ببلالِ

وامرؤٌ يستقي بجاهك أه … لٌ بسجالٍ رويَّة ٍ وسجالِ

لك وجهٌ مشفَّعٌ مَنْ رآه … زاحَ عنه هناك كلُّ اعتلالِ

يُنزل القطرَ من ذُرى المُزن في ال … مَحْلِ على كل جَرْدة ٍ ممحالِ

ليس ينفكُّ للشفاعة ِ مبذو … لاً وما إنْ يزاد غيرَ صقالِ

وكذاك الكريمُ سئّالُ حاجا … تِ سواه وليس بالسئّالِ

صنتُ نفساً أذلتَ في العُرف منها … لا عدمناك من مصونٍ مُذالِ

كم منيعِ الجدا شفعتَ إليه … لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ

جاد إذ صافحتْ يداك يديه … ورأى وجهك العظيمَ الجلالِ

ففككت البخيلَ من غُلّ بُخلٍ … وفككتَ الخليل من سوءِ حالِ

فإذا أنت قد فككت أسير … ينِ وقِدماً فككت من أغلالِ

ومنْحتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ … ومنحت العديم منحة مالِ

فإذا أنت قد أنَلْتَ نوالي … ينِ وقِدماً أنلت كُلَّ نوال

قائلُ المدحِ فيك بدءاً وعوداً … غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ

بل إذا قالهُ أتَتْه المعاني … والقوافي تنثال أيَّ انثيالِ

فابقَ مابُقّيتْ مآثُرك الغُرْ … رُ فقد خُلّدتْ خلودَ الجبال

أنا من أتبع الولاءَ الموالا … ة َ فلا تنسَ حقَّ مولى ً مُوالي