أيها المُتْحفِي بِحُولٍ وعُورٍ – ابن الرومي
أيها المُتْحفِي بِحُولٍ وعُورٍ … أين كانت عنك الوجوهُ الحسانُ
قد لَعَمْرِي ركبتَ أمراً مهيناً … ساءنا فيك أيها الخُلْصان
فتحك المِهرجانَ بالحُولِ والعُو … ر أرانا ما أعقبَ المِهرجان
كان من ذاك فقدُك ابنتَك الحُرْ … رَة َ مصبوغة ً بها الأكفان
وتجافي مؤمَّلٍ لي خليلٍ … لجَّ منه الجفاء والهجران
وعزيزٌ عليَّ تَقْريعُ خِلٍّ … لا يُدانيه عنديَ الخلان
غيرَ أنِّي رأيت إذ كارَهُ الحزْ … م وإشعارهُ شعاراً يصان
لا تهاوَن بِطيرة ٍ أيُّها النَّظْ … ظارُ واعلم بأنَّها عنوان
قِفْ إذا طِيرة ٌ تلقَّتْكَ وانُظرْ … واستمعْ ثَمَّ ما يقولُ الزمان
فَلِما غابَ من أُمورِكَ عنْوا … نٌ مُبينٌ وللزّمانِ لسان
لا يَقُدْكَ الهوى إلى نصرة الأخ … بار حتَّى تُهين مالا يهان
إنَّ عُقْبَى الهوى هُوِيٌّ وعُقْبَى … طُولِ تلك التهاوناتِ هوان
لا تُصَدِّقْ عن النَّبِيِّينَ إلاَّ … بحديثٍ يلوحُ فيه البيانُ
قد أتى عن نبّينا حبُّه الفأ … ل مضيئاً بذلك البرهانص ومحبُّ الحبيبِ لا شك فيه
كاره للكريه يا إنسان … فدعِ الهزلَ والتضاحك بالطِّ
رة ِ فالنُّصْحُ مُثْمِنٌ مَجَّان … أترى من يرى البشيرُ بشيراً
يَمْتري في النذير يا وَسْنان … خبَّر اللَّهُ أنَّ مَشْأمة ً كا
نَتْ لقومٍ وخبَّر القرآن … أفَزورُ الحديثِ تقبلُ أم ما
قاله ذو الجلال والفرقان … لا تَكَرَّهْ مَواعظي لكريه الْ
حَقِّ فيها فإنها بستان … فيه دفْلَى وفيهِ شَوْكٌ وفيه
من ثمارٍ كرائم ألوان … ن