أيها المغتدي عليك السلام هكذا يبكر الرجال العظام – جبران خليل جبران

طالت الفترة العبوس بمصر … قبل أن جاء عهدك البسام

عجب أن تكون آيتها الكبرى … وألا تصونك الأيام

أطلعي يا سماء ما شئت من نجم … سيقتص من سناك الظلام

حظ مصر قضى بأن تخلد الارماس … فيها وتهوي الاعلام

ذهب النابغون لم يعف منهم … عالم أو مجاهد أو إمام

وكأني بخطب أحمد لم يبق … مدى للأسى . أذاك الختام

ما لأم البنين سلوى وإن كانوا … كثيرا إذا تولى الكرام

جل رزء البلاد في عبقري … حل منها مكانة لا ترام

عاش يرمي الى مرام وحيد … وصلاح البلاد ذاك المرام

كان مقدامها إذا أعضل الأمر … فلم يضطلع به مقدام

كان ما شاءت الفضائل في حال … فحال وما اقتضاه المقام

فهو العامل المسهد في التحصيل … والقوم هادئون نيام

وهو الكاتب الذي ينثر الدر … له روعة وفيه انسجام

وهو العالم الذي يسلس الصعب … فلا شبهة ولا إبهام

وهو الفيصل الذي تؤخذ الحكمة … عنه وتؤثر الاحكام

وهو المقرل الذي يطرب السمع … ويبدو في لحظه الإلهام

أحدا لفرقدين من آل زغلول … وحسب الفخار مجد تؤام

أي أوصافه أعدد والشيء … كثير فيه الكلام

بين إكرامه وآمالنا فيه … وبين التأبين لم يخل عام

كل تلك المحامد الغر بانت … واستقرت تلك المساعي الجسام

واستعضنا من العيون بآثار … فلله ما جناه الحمام