أيزيدك التبجيل والتكريم – جبران خليل جبران

أيزيدك التبجيل والتكريم … شرفا وأنت علي إبراهيم

شأن التفوق شأنه ووراءه … ما يحدث التضخيم والتفخيم

ليس العظيم هو العظيم غضافة … إن العظيم بنفسه لعظيم

مليء الزمان بعبقريتك التي … يعفو الزمان وما بنت سيقيم

شهد العظام من الأساة بفضلها … إذ قدموا من حقه التقديم

وتعددت آياتها حتى غدت … وبها لكل مكابر تسليم

أنت الطبيب الفرد غير منازع … فيما اختصصت به وأنت حيك

تشفي بإذن الله إلا حيثما … يأبى التمهل أمره المحتوم زز ودعين بالجراح هل يدعى به من نصله عف الشباة رحيم

يأسو وقد يقسو فإن يك ظالما … فالداء عن ثقة هو المظلوم

ولقد تكون بحسن رايك مبرئا … من روحه لا جسمه الملكوم

ترك التطبب للجانب حقبة … فكأنه وهو الأصيل زنيم

لولاه في أولى الليالي لم تكن … لهم فنون جددت وعلوم

ولكن روحك فيه أوردت ما خبا … من شعلة فذكت سوف تدوم

منها استمدت مصر مجدا يلتقي … فيه جديد باهر وقديم

فالغرب قبل اليوم فيه نجومه … والشرق بعد اليوم فيه نجوم

لم تدخر لرقي قومك همة … وذريعتاك العلم والتعليم

صرفت تنشئة الشباب بحكمة … وهدى كأحسن ما أسام مسيم

فتبينوا أن الحياة حقائق … لا نضرة موهومةة ونعيم

من ليس يقدرها فإن خلاقه … منها الطفيف وحقه مهضوم

وضمنت إنجاح الجماعا التي … ترعى ومثلك بالنجاح زعيم

فتعددت والبر من أغراضها … والنصح التثقيف والتقويم

العمر أعمار إذا استثمرته … ويزيد غلة وفته التقسيم

والوقت تملكه فأنت بفضله … مثر وتتركه فأنت عديم

هذا علي لم يثبطه وقد … بعدت مناه ما النجاح يسوم

وهب المآثر ليله ونهاره … جذلا وهن متاعب وهموم

في كل ين فكره متيقظ … للنافعات ونومه تهويم

حتى اوان اللهو يشغله بما … فيه لأشرف خطة تتميم

في صرحه من كل ذخر فاخر … تحف لها تاريها ورسوم

ما يريك الشرق يه سره … وصنيعه ببديعه موسوم

تحف رددن الى الحياة وإنما … بعثت بهن قرائح وحلوم

إن يرض أسمى جانب من نفسه … لم يثنه أن الطريق أليم

الفوز بعد الفوز يشحذ عزمه … أتراه يستصفي الفخار عزوم ونعم يروم من الفخار أجله وأعزه لكن لمصر يروم

هذي الوزارة لم تكن لتزيده … خطرا وزيد العبء فهو جسيم

لكن دعته بلاده فأجابها … كيف الكريم وقد دعاه كريم

أتعل صحتها وعن كثيب لها … منه خبير بالشفاء عليم

لعلي من شيم البطلوة جانب … في نفسه هو للنبوغ قسيم

الاسمر الحالي بأسمح ما جلا … للعين من شمس البلاد أديم

هو كالقناة عدالة في خلقه … وبخلقه هو كالقناة قويم

ويهزه هز القناة لنصره … مستصرخ من قومه ومضيم

شتى فضائله فإن وصفت فهل … يقضي نثير حقها ونظيم

غرر إذا ما اللطف كان حجابها … فهناك سر المجد وهو صميم

لم يلف يوما من يفي كوفائه … فيما بلاه من الحميم حميم

يخفي مناقبه ومن شرف الندى … أن ليس يفشى سرها المكتوم

كم من يد عرف السرور بهاشج … وبها تغنى عائذ ويتيم

ردت لى ذات النقاب نقابها … وسلا بها حرامانه المرحوم

أما شمائله فقل في نفحة … للروض مر به الغداة نسيم

للنفس منها نشوة غير التي … في الحس يحدثها طلا ونديم

يا من أراني عاجزا عن وصفه … هل من يقدم ما استطاع مليم

تمثالك المرفوع أبلغ شاهد … بوفاء مصر وذاك فيها خيم

عش أطول العمار تختار المنى … وتصيب اعلاها وأنت سليم

برعاية الملك ازدهى عيد له … في المشرقين القدر والتقويم

وإذا النوابغ عظموا في عصره … فإلى المليك يوجه التعظيم

فاروق يسعد شعبه فيطيعه … عن رغبة في حكمه المحكوم

أي الكفاح لعز مصر كفاحه … وبأي عبء للنجاح يقوم

ليصنه من ولاه وليك عهده … منه الحميد وليس يه ذميم