أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي – مصطفى صادق الرافعي
أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي … فكيفَ لا أسقيهِ من أدمعي
لو شئتَ يا حلوَ اللمى لم تبتْ … غلةَ هذا القلبِ لم تنقعِ
ولم أبتْ ليلةَ جافيتني … من مضجعٍ جافٍ إلى مضجعِ
إذا دعاني السهدُ لبيتهُ … وإن دعوتُ النومَ لم يسمعِ
أسألُ ليليَ ما لهُ لم يغبْ … وما لنجمِ الصبحِ لم يطلعِ
وأحسبُ الطيرَ إذا رجعتْ … حنتْ لمن أهوى فناحتْ معي
ذو هيفٍ يقنعني طيفهُ … وهو بغيرِ الروحِ لم يقنعِ
لم ألقَ ممن نظروا وجههُ … الا فتىً يعشقُ أويدعي
يا هاجراً أسقمني طرفهُ … كلُ دواءٍ فيَّ لم ينجع
كم حرقةٍ قد ضاقَ صدري بها … ولوعةٍ كاتمتها اضلعي
وحسرةٍ في النفسِ ما غادرتْ … قلب الفتى العذريِّ حتى نُعي
أخلفها بعدي لأهلِ الهوى … من موجعِ القلبِ إلى موجعِ
تستنزلُ المالكَ عن عرشهِ … بينَ يدي عرشِ الهوى الأرفعِ
وتبعث الروعة يوم الوغى … إلى فؤاد البطل الأورعِ
فابعث لقلبي منكَ تسليمةً … أبثها في ذلكَ الموضعِ
تسترجع النومَ إلى أعيني … فقد مضى النومُ ولم يرجعِ
كم أمرَ الحبُّ وكم قد نهى … فبتُّ باكي العينِ لم أهجعِ
ومن يكنْ قائُدُهُ حُبُّهُ … يقدهُ بالرغمِ إلى المصرعِ