أنا في ارتجال الشر غير موفق – جبران خليل جبران

أنا في ارتجال الشر غير موفق … وإلى مناي قريحتي لا ترتقي

ألنفس تدعو والعوائق جمة … ما حيلتي في وقتي المستغرق

يا فارس الخير اعذرن أخا له … في يومك المشهود وقفة مطرق

إن لم توات بلاغة فينظمه … شفعت بلاغة دمعه المترقرق

لمثالك المرفوع ظل مهابة … يجلي به وضح المحيا المشرق

ما معدن متشبه في نقله … من معدن في أصله متألق

فليعلم الأعقاب من ذاك الذي … زان الظهور بتاج هذا المفرق

ألعزم والإقدام ملء إهابه … وفضائل القلب الأبر الأرفق

رجل أرا من الزمان مضنة … والناس بين مكذب ومصدق

فأصابها بعد المراس ولم يكن … أمل لغير ممارس بمحقق

يا من بهمته زها هذا الحمى … وبهى الحواضر بالسنى والرونق

إهنأ بثوب للخلود لبسته … والبس جديدا ما حييت وأخلق

واقرر طوا الدهر عينا بالذي … شارفت من هذا الجمال المونق

نافست أهل الغرب في مضمارهم … وأريت ما يسطيع أهل المشرق

ورفعت في لبنان راية فتية … من قومه في كل شوط أسبق

هي بلدة صدق العزيمة شادها … كم للعزيمة آية إن تصدق

حفت بها الجنات والنعمى بها … ماذا تركن لزاهد أو متق

ألعيش طلق والنسيم مؤرج … في جوها والورد غير مرنق

فيحاء تنبسط الروائع حولها … شتى وفي نظر المطالع تلتقي

في كل مرمى للحاظ منسق … يقضي له عجبا وغير منسق

من فاته نظر إليه لم يزل … متلفتا بفؤاده المتشوق