أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا – مصطفى صادق الرافعي
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا … فما لي أنادي ولا تسمعُ
أما أنتَ أخضعتني للهوى … وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ
أما قد أطعتكَ في حبهِ … وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ
ألم ائتمنكَ على أضلعي … وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ
أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ … لنفسي من بعدها مطمعُ
وكنتُ أظنكَ لي راجعاً … فما لكَ يا قلبُ لا ترجعُ
أما والذي في يدهِ القلوبُ … فأنى ذكرتُ اسمهُ تدمعُ
ويسرعُ في خاطري ذكرهُ … ودمعيَ من ذكرهِ أسرعُ
وقد غادرتْني النوى بعدهُ … إذا وصفوا لي النوى أجزعُ
نحيل كأنيَ من خصرهِ … ولكنني دونهُ الموجعُ
وقد حسبوني طيفَ الخيالِ … لولا الوسادةُ والمضجعُ
فيا ظبيُ كيفَ أسلتَ الحشا … وكنتَ بوادي الحشااترتعُ
ويا بدرُ كيفَ صعدتَ الفؤاد … وكنتَ بآفاقهِ تطلعُ
أقامَ بموضعِ قلبي الأسى … فلو عادَ لم يسعِ الموضعُ